ولي العهد لدى وصوله إلى القاهرة وفي استقباله الرئيس المصري.
ولي العهد لدى وصوله إلى القاهرة وفي استقباله الرئيس المصري.
-A +A
فهيم الحامد (الرياض)FAlhamid@
جاءت تأكيدات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مواصلة العمل من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، رسالة واضحة وصريحة وشفافة للنظام الإيراني بأن الرياض والقاهرة هما صمام الأمان للأمة العربية، ولن تسمح السعودية ومصر بأي حال من الأحوال للنظام الإيراني بالاستمرار في بث الفكر الطائفي التدميري الإرهابي في المنطقة، وستعملان جاهدتين لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. الأمير محمد بن سلمان، الذي عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسي أمس الأول، اختار أن تكون القاهرة أولى محطاته الخارجية منذ تنصيبه ولياً للعهد في (يوليو) الماضي، وهذا يعكس عمق وتميّز العلاقات بين البلدين، في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض التنسيق المتبادل بين مصر والسعودية، بما يجمعهما من تاريخ مشترك ومصير واحد يسهم حتما في تعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك، في مواجهة مختلف الأخطار التي تتعرض لها الأمة.

إن توحيد الجبهة العربية لمواجهة الأخطار والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له، حظي بالأولوية في المناقشات بين الرئيس المصري والأمير محمد بن سلمان، وجاءت تصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مؤكداً عدم السماح بالمساس به، والتصدي بفعالية لما تتعرض له من تهديدات، أيضا كرسالة على حرص مصر على تحصين البيت العربي من الداخل، فضلا عن تعزيز وتقوية المنظومة العربية الأمنية ومكافحة الإرهاب، إلى جانب الاهتمام بالجوانب السياسية والأمنية.


لقد حظي الملف الاقتصادي والتجاري والاستثمار باهتمام بالغ، إذ شهدت الزيارة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث والاتفاق المعدِل، والاتفاق على إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار، ومذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار، وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر. وعكست المناقشات الجادة تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء مختلف الملفات الإقليمية، سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة، بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة منها، ويحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعوبها. إن ‏زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر تؤكد عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في قوة وعزة ورفعة الأمة العربية، خصوصا أن مصر والسعودية يقومان بدور محوري في حفظ الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتصدي للتدخلات في الشأن العربي.

لقد قالها خادم الحرمين خلال زيارته لمصر في إبريل 2016 «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر وحفظ شعبها»، وهو ما يؤكد على عمق ورسوخ تلك العلاقات التي تُعد نموذجاً يحتذى به للإخاء والتعاون ووحدة الصف في مواجهة كافة التحديات التي تواجه العالم العربي. المملكة ومصر هما جناحا الأمة العربية، وعليهما يقع العبء الأكبر للمحافظة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.