-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
أجمعت القوى السياسية المصرية وعدد من الخبراء على أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، واستمرت 3 أيام، مؤكدين لـ«عكاظ» أن الزيارة تؤكد تضامن المملكة مع مصر سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى التعاون معها في «ملف مكافحة الإرهاب» الذي تواجهه في سيناء من خلال العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة.

وأكد عضو مجلس النواب اللواء حمدي بخيت أن زيارة ولي العهد لمصر ناجحة بكل المقاييس، مشيرا إلى أن الحفاوة التي قوبل بها الأمير محمد بن سلمان تؤكد على مدى الحب الشعبي المصري للمملكة حكومة وشعباً، وهو ما يدل على قوة العلاقات بين البلدين، موضحاً أن الجميع لاحظ خلال تلك الزيارة وجود توافق بين البلدين في شتى القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة، في سورية واليمن وفلسطين وغيرها، كون الرياض والقاهرة بمثابة حجر الزاوية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والتوافق بينهما مهم، خصوصا في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن التوافق بين البلدين يبدو جليا من خلال تضامن المملكة مع مصر في حربها على الإرهاب، مضيفاً أن الزيارة حملت بين طياتها التأكيد على قوة العلاقات التاريخية، وفشل محاولات الأعداء إفسادها.


بدوره، قال رئيس حزب حماة الوطن اللواء محمد الغباشي إن الأمير الشاب منذ أن تولى منصب ولي العهد وهو يولي اهتماماً كبيراً لمصر وشعبها، ويكفي أنه جعلها محطته الأولى في جولته الخارجية، مشيراً إلى أن الجميع يولي تلك الزيارة أهمية خاصة لسببين؛ الأول: ما تمر به المنطقة من أزمات وتحديات، والثاني: أنها تأتي قبل القمة العربية المرتقبة نهاية الشهر الجاري في الرياض، وتابع مؤكداً: «هناك توافق بين الرياض والقاهرة في شتى القضايا»، وهو ما أكد عليه البيان الختامي للجانبين.

ورحب وزير الخارجية السابق والقيادي بائتلاف دعم مصر (صاحب الأغلبية في البرلمان) السفير محمد العرابي بنتائج الزيارة، مؤكداً أنها تصب في مصلحة البلدين، موضحاً أن المشاريع الاستثمارية التي تم توقيعها بين الجانبين تحقق عائدا إيجابيا على كل من البلدين، وتفتح آفاقا جديدة للمشاركة في مشاريع إقليمية وعربية كمشروع «نيوم» بين المملكة ومصر والأردن، متوقعا أن يستقبل القطاع السياحي استثمارات سعودية ضخمة خلال الأيام القادمة، على خلفية نتائج الزيارة.

كما أن زيارة ولي العهد للكاتدرائية المصرية له مغزى كبير جدا، فهو أول مسؤول سعودي يزورها منذ تأسيسها، وثمن السفير العرابي العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، التي تقوم على أسس تاريخية صلبة تعززها روابط الدم والمصير المشترك، وتحكمها وحدة الرؤى والمصالح.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة أن الزيارة عكست حرص البلدين على التضامن والتكاتف في مواجهة التحديات العربية في المرحلة الراهنة، التي تشمل مكافحة الإرهاب والتطرف، والأزمات الداخلية التي تواجهها دول عدة في المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة لها مردود إيجابي على المستويات كافة، مشددا أن المشاريع التي سيتم إنشاؤها ستحقق عائدا إيجابيا على البلدين والشعبين الشقيقين.