تتحرك السياسة والثقافة جنباً إلى جنبٍ؛ لإبراز صورة المملكة العربية السعودية الجديدة، وتنجحان في إرسال رسالة الحب والإخاء والوسطية والاعتدال في بريطانيا. الدبلوماسية السعودية نجحت في تحقيق اختراق إيجابي كبير لتعزيز شراكتها الإستراتيجية مع بريطانيا؛ فيما كان للثقافة دور آخر كبير في إبراز صورة السعودية المتجددة من خلال برنامج الأيام الثقافية السعودية الذي عقد لمدة 3 أيّام في العاصمة البريطانية لندن، ونظمته الهيئة العامة للثقافة بعنوان «كلي»؛ ليمد جسور الثقافة مع الآخر بشكل شمولي، وهو أول عمل لها منذ تأسيسها إذ حققت هذه الفعاليات إنجازاً كبيراً باعتبارها منصة تفاعلية للمواهب الإبداعية من المملكة لتقديم أعمالها للجمهور البريطاني فضلاً عن تسليط الضوء على المشهد الثقافي والفني في أرض الحرمين الشريفين عبر ماضيها الغني بالتراث الذي تمتد جذوره إلى آلاف السنين وصولاً إلى حاضرها المتطور ومستقبلها الطموح والواعد. ولمعرفة مدى نجاح الفعاليات جرى إعطاء استبيان للحضور الزائرين، وكان السؤال الأبرز في الاستبيان حول ما إذا كان المعرض غيّر نظرتهم؛ وجاءت الإجابات لتؤكد أن ما نسبته 77% من الزائرين الذين تجاوزوا الآلاف تغيّرت رؤيتهم عن السعودية، وأصبحت إيجابية بعد ما شاهدوا جمال الإبداع السعودي. فيما أفادت نسبة الـ 23% من الزائرين بأنهم يعرفون السعودية من قبل، ووصف 98% من الزائرين فعاليات المعرض بأنها مفيدة جدّاً، وساهمت في فهم أكثر للثقافة السعودية، وفتحت جسوراً من التواصل مع الجانب الآخر بشكل كبير، واعتبر هؤلاء أن المعرض مثّل محطة لتعزيز حضور المملكة ثقافياً مع دول العالم، حاملة بعداً مستقبلياً لما يخطوه الوطن في ظل الرؤية الطموحة 2030 التي ركزت على جوانب شتى منها الثقافي والحضاري. وفي مقر رئيسة الوزراء البريطانية «10 Downing str» نجحت الدبلوماسية السعودية في شرح مواقف المملكة وتدشين شراكة إستراتيجية مع بريطانيا، في الوقت الذي أعطت فيه «دار فيلبس الثقافية» صورة أقرب عن بداية التواصل وإقامة الصداقة بين المملكتين، وإبراز القيم السعودية الأصيلة، وهو ما ستكون له نتائج بارزة في تعميق وتطور العلاقات بين الدولتين التي تمتد إلى قرابة قرن من الزمان.