-A +A
تتراءى في الأفق السياسي في الأسابيع الأخيرة ملامح مواجهة دولية، خصوصاً على الجانب الأمريكي، للتمدد الإيراني ومحاولة طهران الهيمنة على خريطة الشرق الأوسط.

إذ يبدو على السطح حاليا أن ساعة الحقيقة قد اقتربت، فليس ثمة مجال للمخادعة والمراوغة اللتين تجيدهما إيران، وبات الأمر ملحا للملمة الأوضاع الكارثية التي خلفتها مرحلة أوباما، ومنها الاتفاق النووي مع إيران وما ترتب عليه من شعورها بأنه قد تم إعطاؤها الضوء الأخضر لتنفيذ مشاريعها التوسعية على حساب الدول العربية.


فما يحدث الآن في واشنطن من إعادة ترتيب كوادر البيت الأبيض، واستدعاء الصقور كي يكونوا في الواجهة، دليل على التوجه الجازم لوضع حد للانفلات الحاصل في أكثر من ملف، ومنها ملف الشرق الأوسط.

لذلك جاء استبدال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أخيرا مستشاره للأمن القومي «إتش آر ماكماستر» بالسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، المعروف بمعارضته الشديدة للاتفاق النووي مع إيران، والذي صرح عدة مرات بأنه لا يريد للنظام الإيراني أن يكمل عامه الأربعين، وما سبق ذلك من إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مايك بومبيو أحد الصقور المتشددين إزاء إيران بديلا له.

الأمر الذي يجب على إيران أن تضعه في الحسبان، وأن تعلم أن وقت الفلتان من العقاب قد ولى، وأن واشنطن تضع مجهرها على ما تفعله إيران في المنطقة، فتعمل على أن تكون دولة طبيعية في الإقليم، دون أن يكون لها دور تخريبي فيه، وأن تتراجع للخلف قليلا، كما حدث لإحدى الدول الصغيرة جدا جدا في المنطقة، التي بدأت تدرك خطورة الوضع، فأصدرت قائمة بالإرهاب كانت تتنكر لها من قبل.