* عدم استخدام المملكة لليورانيوم في أرضها يشبه الاستغناء عن النفط
* اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل «مؤلم»
* علاقتي بـ«كوشنر» تأتي في السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات
* المملكة تملك 5 % من احتياطات اليورانيوم في العالم
* حل مشكلات الشرق الأوسط يجعل المنطقة «أوروبا القادمة»
* المملكة لم تفوّت أي فرصة لتحسين الوضع الإنساني في اليمن
* العلاقات السعودية - الأمريكية قوية.. وشراكتهما إستراتيجية
* نركز على فرص المستقبل ونعمل عليها بكل قوة
أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة لم تستغل اليوم سوى 10% من قدراتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، واصفاً العلاقة السعودية - الأمريكية بالمتينة والقوية.
جاء ذلك في كلمته خلال حفل العشاء الذي أقيم بمناسبة الاحتفاء بالشراكة السعودية - الأمريكية في مجال الأمن المشترك على مدى 70 عاماً الماضية في قاعة اندرو ميلون يوم الخميس الماضي، وتحدث ولي العهد عن تاريخ المملكة منذ تأسيسها، مستعرضا بدايات العلاقات الرسمية السعودية - الأمريكية، وما وصلت إليه في الوقت الحالي من تعاون وثيق في شتى المجالات، قائلاً: «الدولة السعودية الأولى تأسست عام 1744، وبعد ذلك التاريخ بـ3 عقود، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها، في نفس الوقت الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى، وكانت كلتا الدولتين تعانيان من ظروف كثيرة جداً، الدولة السعودية الأولى سقطت وتلاها سقوط الدولة السعودية الثانية».
ولفت الأمير محمد إلى أنه في بداية القرن الـ20 أنشئت الدولة السعودية الثالثة، مضيفاً: «في نفس ذلك الوقت انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعدها بدأت العلاقات السعودية - الأمريكية». واعتبر تلك البداية «مهمة جداً» و«تاريخية» وفي وقت حساس، موضحاً «أن أغلب الدول في الشرق الأوسط كانت تعاني من الاستعمار ما عدا دولة وحيدة وهي المملكة العربية السعودية، وأتت الولايات المتحدة لتصنع علاقة مع دول الشرق الأوسط حينها».
وقال ولي العهد: «من هنا بدأت تلك العلاقة، وانطلقت في جوانب مختلفة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً،»، منوهاً بالشراكة الثنائية الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، مؤكداً أهمية الدور السعودي والأمريكي في مختلف الملفات.
وأضاف: «واجه البلدان ظروفاً كثيرة، وكنا فيها حلفاء وأقوياء، وخسرنا أرواحاً ودماء في الحرب الباردة والحرب ضد صدام حسين والحرب ضد الإرهاب، وفي كل مرة ننتصر بكل قوة ويكون وضعنا أفضل من السابق، واليوم نواجه تحديات خطيرة جدّاً كمواجهة التطرف والنظام الإيراني، وسنعمل سويّاً على ذلك». وأشار إلى أن المملكة لها دور مهم في الشرق الأوسط والعالم العربي والعالم الإسلامي، والولايات المتحدة أهم دولة على وجه الأرض، وأن المملكة أكبر اقتصاد عربي والولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، والسعودية أكبر شبكة استثمارية في الشرق الأوسط، وأمريكا أكبر المستثمرين في العالم، مبيناً أن ذلك سبب آخر للتعاون وخلق الوظائف بين البلدين. وأكد أن العلاقة عميقة جدّاً، ومن هذا المنطلق نحرص اليوم على اقتناص الفرص والعمل معاً. مشيراً إلى أهمية استغلال الفرص المستقبلية لمواصلة الإنجازات في مختلف المجالات. وأضاف: «نركز على المستقبل وفرص المستقبل ونعمل عليها بكل قوة».
وفي حوار مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس الأول (الجمعة)، أكد ولي العهد أن الرياض تعمل على الوصول إلى القدرة على تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في مفاعلات الطاقة، بدلاً من شرائه من الخارج، موضحاً أن المملكة تضم أكثر من 5% من احتياطات اليورانيوم في العالم. واعتبر أنه إذا لم تستخدم المملكة احتياطها من اليورانيوم «فإن الأمر يشبه عدم استخدامنا للنفط»، منوهاً بأن السعودية منفتحة لوضع قواعد وقوانين للتأكد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم المخصب.
ودحض ولي العهد مزاعم التقارير الإعلامية المناهضة للسعودية حول «متاجرة» صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه جاريد كوشنر بمعلومات سرية لتعزيز أهداف الرياض داخل إدارة ترمب، موضحاً أن علاقته مع كوشنر تأتي في السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات.
وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن الحملة التي شنتها الحكومة لمحاربة الفساد ومكافحته قضية داخلية، وكان معدّاً لها منذ أعوام.
وقال ولي العهد: «إنه يمكن أن تكون منطقتنا أوروبا القادمة إذا كان من الممكن حل سلسلة من المشكلات في الشرق الأوسط»، واصفاً اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل بالخطوة المؤلمة. وعن دعم الشرعية اليمنية في اليمن، أكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة لم تفوّت أي فرصة لتحسين الوضع الإنساني. وفي ضوء الخطوات الإصلاحية الكبيرة التي تشهدها المملكة، أشار إلى أنه عمل جاهداً لإقناع المحافظين بأن مثل هذه القيود على المرأة ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية، مضيفاً: «أعتقد أن الإسلام واقعي ومعقول، وثمة من يحاول اختطافه». ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن من ضمن أهدافه الرئيسية من زيارة الولايات المتحدة تعميق الشراكات وجذب المستثمرين للمملكة، إضافة إلى بحث إمكانية الاستفادة من الولايات المتحدة في الجوانب التكنولوجية والتعليمية.