إذا كان الدبلوماسي الأمريكي البارز هنري كيسنجر يصف الدبلوماسية بأنها فن يقيد القوة، وأن التاريخ لا يعرف أي مكان للاستراحة، وأنه في الأزمات يبدو أن الفصل الأكثر جرأة هو الأكثر أماناً في أغلب الأحيان.. فإن من يتابع تحركات وأطروحات ولي العهد يدرك تماما أن الأمير محمد بن سلمان يقفز قفزات متسارعة، لكنها بالنسبة له محسوبة ومدروسة ومخطط لها بدقة وعناية شديدة.* موسى: محمد بن سلمان أحد أهم صناع القرار في المنطقة
* العرابي: تحول بارز في مسار الأزمة اليمنية.. قريباً
* عمرو: المملكة ركيزة أساسية في استقرار الشرق الأوسط
إن الجرأة التي يتحدث عنها «كيسنجر» تبدو متمثلة ومتماثلة في الأمير محمد بن سلمان باعتبار أن هذه الجرأة هي الأكثر أمانا في عصر جديد لا يعرف إلا هذه اللغة التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية ليس في الداخل السعودي فحسب، بل في المنطقة والإقليم. ويعتقد مراقبون أن ما بعد هذه الزيارة الاستثنائية في كل شيء إلى أمريكا لن يكون كما قبلها. ويراهن المراقبون على أن قادم الأيام سوف يحمل العديد من المفاجآت. وأجمع دبلوماسيون مصريون بارزون، على أن نتائج زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة ستسهم بشكل فعال في كسر جمود القضايا المزمنة في المنطقة، كما ستؤدي إلى تدشين مسار فعال لحل العديد من الملفات الشائكة، خصوصاً ردع النظام الإيراني وإنهاء تدخلاته في شؤون دول الجوار، ولجم الإرهاب الحوثي وكسر شوكته.
وأكد 3 من وزراء الخارجية المصريين السابقين لـ«عكاظ»، أن حنكة وجرأة أطروحات الأمير محمد بن سلمان السياسية ستؤتي ثمارها، وسيكون لها الأثر البالغ في تشكيل وتغيير القناعات الأمريكية حيال عدد من الملفات المتأزمة، فضلا عما تمثله المملكة من ثقل إقليمي ودولي.
وشدد عمرو موسى (1991-2001) على أن نتائج زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، ستصب في مسار تحجيم الدور الإيراني المشبوه في المنطقة، وتدخلاته المستمرة في شؤون سورية والعراق ولبنان واليمن، وستضع حداً للمد الفارسي المزعزع للاستقرار والمثير للقلاقل في عدد من دول المنطقة.
ولفت إلى أن نتائج الزيارة ستدعم بقاء اليمن موحدا، انطلاقا من التفاهمات الأمريكية السعودية حول خطورة تسليح إيران لميليشيات الحوثي الإرهابية وإمدادها بالصواريخ الباليستية التي تهدد أمن الشرق الأوسط بالكامل.
وأفاد بأن إدارة ترمب تدرك تماماً أهمية الرؤية السعودية تجاه قضايا المنطقة، وقدرتها على حسم الملفات الساخنة على الساحة العربية، مشيرا إلى أن الحنكة السياسية لولي العهد وقدرته على الإقناع كواحد من أهم صناع القرار في المنطقة، ساهمت بأثر بالغ في تشكيل القناعات الأمريكية عن السعودية الجديدة وقدرتها على التصدي للتحديات.
وتوقع وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي (2011)، أن تنعكس نتائج زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة إيجابا على قضايا مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والنزاعات الإقليمية.
وأضاف العرابي لـ«عكاظ» أن النتائج المرتقبة ستحدث تحولا كبيرا في مسار الأزمة اليمنية، خصوصا أن ميليشيات الحوثي الانقلابية أصبحت تمثل خطرا ليس فقط على الأمن اليمني، بل على الأمن القومي العربي والدولي، مؤكدا أن هذه الجماعة الطائفية لا تقل خطورتها عن التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وشدد العرابي على أن الحراك السعودي يصب دائما في مصلحة قضايا الأمة العربية والإسلامية، مؤكدا أن الدبلوماسية التي تنتهجها المملكة خلال هذه المرحلة تخطو بثقة وجرأة، وهو ما سوف تظهر نتائجه على عديد من الملفات المفتوحة.
فيما أكد وزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو (2011-2013)، أن المملكة ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة وهو ما تدركه واشنطن جيدا، وتوقع أن تسفر الزيارة عن نتائج بارزة من شأنها بناء مسار إيجابي في الشرق الأوسط وحلحلة القضايا الشائكة في المنطقة. ولفت إلى أن توقيت الزيارة يعكس بوضوح المكانة البارزة التي باتت تحتلها المملكة على المستوى العالمي بفعل سياستها الحكيمة ورؤيتها الثاقبة في التعامل مع مختلف الملفات الشائكة. ولفت الدبلوماسي المصري، إلى أن الجميع في المنطقة، بما فيها المملكة يتطلعون لدور أكبر من الإدارة الأمريكية في التدخل الفاعل في الأزمات التي تضرب منطقة ملتهبة ومضطربة، وأن يتم التوصل إلى حلول سياسية لها.