-A +A
محمد فكري (جدة) okaz_online@
لا يختلف اثنان على وضوح وقوة موقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من النظام الحاكم في إيران، إذ يرى أنه لا وجود لنقاط تفاهم مع هكذا نظام يعتمد أيديولوجية التطرف والإرهاب منهجا وسياسة له إلى الحد الذي دفعه إلى حرمان شعبه من التنمية طوال أكثر من 30 عاما..

هذه المنهجية المتطرفة ليست من بنات أفكارنا ولا ادعاء يروجه البعض، ولكنها منصوص عليها في الدستور الإيراني ووصية الخميني بضرورة السيطرة على العالم الإسلامي تحت مفهوم «تصدير الثورة»، وهو ما تسعى إليه إيران منذ العام 1979 وحتى الآن مستخدمة شتى الوسائل غير المشروعة.


ومن هنا تأتي دعوة الأمير محمد بن سلمان للمجتمع الدولي إلى تصعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران، بهدف تجنب المواجهة العسكرية المباشرة معها في الشرق الأوسط.. فهل يعي نظام الملالي هذه الرسالة وينصت لصوت العقل والحكمة لإبعاد منطقة متفجرة تقف عند حافة الهاوية عن حرب أخرى قد تمتد عدة سنوات..

إن رسالة محمد بن سلمان للنظام الإيراني واضحة ولا لبس فيها.. فالحرب ليست هدفا في حد ذاتها وهذا هو المفهوم الإستراتيجي لها، ولكنها وسيلة للوصول إلى السلام والأمن والاستقرار، لكن الرسالة الأخرى الأكثر قوة والذي ينبغي على طهران أن تقرأها جيدا وبعناية أننا جاهزون لهذه الحرب في حال فشلت الضغوط ولم تؤت ثمارها بفعل العناد الإيراني، أو أخفقت جهود تجنب المواجهة العسكرية.

وهنا نحيل نظام «ولاية الفقيه» إلى رسالة أخرى أشد قوة، أطلقها ولي العهد في مايو من العام الماضي، عندما قال «لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران».. وهو ما يفسره المحلل السياسي رفعت النجار بأن هذه الرسائل أربكت المشهد الإيراني في الداخل؛ إذ إنها تكاد تكون المرة الأولى التي تسمع فيها طهران هذه الأطروحات القوية والمفعمة بالتحدي والجهوزية. ولفت النجار إلى أن النظام الإيراني لم يعد يفهم إلا لغة القوة، وهو ما دفعه في وقت من الأوقات خصوصا بعد هذه الرسائل من ولي العهد إلى إطلاق الشائعات حول رغبة السعودية في عقد اجتماعات مع نظام الملالي، وهو ما أثبتت الأيام ليس فقط عدم صحته بل كشفت عن تسول طهران لمثل هذه اللقاءات.

ويعتقد مراقبون مهتمون بالشأن الإيراني، أنه ما لم تقرأ طهران وأذنابها في المنطقة، من الحوثيين في اليمن إلى «حزب الشيطان» في لبنان، رسائل الأمير محمد بن سلمان جيدا، فلا تلومن إلا نفسها، وعليها أن تنتظر مزيدا من تشديد العقوبات وتضييق الخناق عليها عربيا وإسلاميا ودوليا. وحذر هؤلاء من أنه في حال أخفقت هذه الضغوط فإنه لا بديل عن «كسر شوكة» نظام الملالي و«قصم ظهر» ميليشياته ومرتزقته في المنطقة.