-A +A
عبدالله الجريدان (الخرج) jreedan@
توجيهات كباتن الطائرات المقلعة من مدينة سياتل، أو كما يطلق عليها المحليون «مدينة الزمرد» الواقعة في ولاية واشنطن (شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية)، بربط الأحزمة، لم تعد حكراً على الركاب، بل وجهت أمس الأول لمشروع ضخم في طريقه للوصول إلى «المدرجات» السعودية، ويهدف إلى توطين نحو 55% من الصيانة والإصلاح وعمرة الطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية في المملكة العربية السعودية.

ويهدف المشروع أيضاً إلى نقل تقنية دمج الأسلحة على الطائرات الحربية من ذلك النوع، وغيرها من الخبرات العملية التي تعتبر ثورة صناعية لمدينة سياتل الأمريكية الشهيرة.


وتمثلت الشراكة الضخمة بين المملكة العربية السعودية و«بوينج» في بدن طائرة «دي سي داكوتا 3» التي أهداها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير 1945 للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، -رحمه الله-، عقب اجتماع «قناة السويس»، ليتم بعد ذلك بعام واحد إنشاء الخطوط الجوية العربية السعودية، ويشير ذلك إلى التحليق المتميز بين المملكة وعالم صناعة الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما مع شركة «بوينج». 70 عاما من التحليق المثمر في المجالات كافة، أهمها الاقتصادية تلك، إذ إن المشروع الضخم الذي وقع أمس الأول في سياتل يعد إحدى ثمرات ذلك التحليق الناجح، لاسيما أن «بوينج» ساهمت بشكل كبير في تنشيط وازدهار اقتصاد مدينة سياتل المعروفة بوجود أضخم شركات التكنولوجيا فيها، من بينها أمازون، ومايكروسوفت، إلى جانب شركة الحاسوب الشهيرة «كراي»، إضافة إلى جامعة واشنطن التي تعد إحدى أكبر الجامعات الأمريكية العامة.

«داكوتا دي سي 3»، التي كانت النواة الحقيقية لاقتحام السعودية فضاء عالم الطيران، والتفرد فيه، إذ عملت على نقل الركاب آنذاك بين المدن السعودية الرئيسية وهي الرياض، والظهران، وجدة، لكن الآن تمتلك الخطوط الجوية العربية السعودية أسطولا من الطائرات يضم نحو 143 طائرة، وهي من أحدث ما أنتجته مصانع الطائرات المدنية في العالم. وليس من السهل إقناع عدد من الشركات الضخمة لنقل تجاربها وخبراتها العملية في منطقة إلى منطقة أخرى، لكن هذا التنافس الاقتصادي والعلمي بحاجة ماسة إلى بيئة طموحة وجادة في آن واحد، وذلك يتمثل بشكل كبير في السعودية التي عزم قادتها وشعبها على السير بشكل حازم إلى تحقيق رؤية المملكة 2030.