أكد مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي السابق سامي المرشد لـ«عكاظ»، أن جولة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية تختلف عن سابقاتها كونها شاملة وممتدة وتفصيلية، تهدف إلى وضع خطط لتنفيذ جملة من الاتفاقات بشكل سريع ومهني لتنعكس على حياة المجتمع السعودي بشكل مباشر.
وأشار المرشد إلى أن الزيارة تعتبر استثنائية وتاريخية ومختلفة وجامعة في نفس الوقت. وأضاف أنها تأتي في توقيتها لأهمية المواضيع المطروحة للنقاش والاتفاق حولها، إذ بدأت من واشنطن عاصمة القرار الأمريكي والغربي والعالمي، وتم الاتفاق بين المملكة وأمريكا على جميع الملفات الثنائية والإقليمية والدولية، خصوصا في ما يتعلق باليمن ووجوب إنهاء الحرب اليمنية لصالح الشرعية اليمنية والشعب اليمني والقضاء على ميليشيات الحوثي، ولجم إيران ومنعها من استغلالهم لزعزعة أمن اليمن والمنطقة، والوقوف معا في وجه تدخلات إيران في الدول العربية، التي هي السبب الرئيسي في عدم الاستقرار والقتل والدمار والفوضى التي تتعرض لها عدد من الدول العربية.
ولفت المرشد إلى أن وجهات النظر تطابقت حول أهمية مناقشة الملف النووي الإيراني مرة أخرى، وإصلاح الثغرات التي توجد فيه بسبب تهاون الإدارة الأمريكية السابقة في عهد أوباما مع تدخلات إيران في الدول المجاورة، وتوقيع هذا الاتفاق السيئ معها الذي قد يؤخر امتلاك إيران للسلاح النووي قليلا، لكنه لا يمنعه على المدى البعيد.
وقال :«شملت الزيارة مدينة العلم والعلماء والجامعات العريقة ومراكز الأبحاث في بوسطن، وتم الاتفاق مع المختصين في هذه المجالات على دعم رؤية المملكة 2030، لاسيما في مجال التعليم والبحث العلمي، ونتوقع أن تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية ضخمة على هذا القطاع في المملكة في رفع مستوى وكفاءة مخرجات التعليم والبحث العلمي، واستغلال الطاقات الشابة من ذكور وإناث في إيجاد جيل سعودي قادر على البحث والابتكار، من خلال التعليم وتنمية وتطوير القدرات في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية».
ونوه المرشد بأن ولي العهد حرص على زيارة مدينة المال والأعمال والمركز المالي العالمي «نيويورك»، التي تعتبر عاصمة العالم لأهميتها ولوجود الأمم المتحدة فيها، التي تعتبر المملكة إحدى الدول المؤسسة لهذه المنظمة العريقة، مشيراً إلى أنه التقى الأمين العام السيد غوتيرش وناقش معه قضايا المنطقة جميعها بصفة المملكة تمثل وجهة نظر جميع الدول العربية، والتي ستعقد فيها القمة العربية القادمة الشهر القادم في الرياض، ويتوقع أن تكون مهمة وحاسمة على كافة المستويات.
وتابع «حرص ولي العهد على لقاء صناع قرارات المال والأعمال لكبريات الشركات الأمريكية في كافة المجالات الاقتصادية في الاستثمار، وقطاع البنوك والصحة وغيرها، مما سيَصب في مصلحة الاقتصاد السعودي وتنفيذ الرؤية السعودية الطموحة لتطوير السوق السعودية، لتصل إلى مستويات متقدمة تضاهي أسواق الدول المتقدمة، إذ ستتم الاستعانة بالخبرات الأمريكية لرفع جودة وانتشار الخدمات الصحية في المملكة. كما تم عقد اتفاقيات ضخمة ومهمة في مجالات الصناعة والتجارة والترفيه من خلال الاستفادة من الخبرات والاستثمارات الأمريكية في المشاريع الكبرى. التي اطلقتها المملكة مثل مشروع نيوم والجدية والمدن الصناعية في السعودية»، لافتاً للقاء رئيس مايكروسوفت لتبادل الأحاديث حول التعاون بشأن التدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقا لرؤية السعودية 2030، وتوقيع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة بوينج الأمريكية.