الأمير محمد بن سلمان خلال جولته في شركة بوينغ لصناعة الطائرات.   (تصوير: بندر الجلعود)
الأمير محمد بن سلمان خلال جولته في شركة بوينغ لصناعة الطائرات. (تصوير: بندر الجلعود)
-A +A
عبدالله آل هتيلة (أبها)ahatayla2011@
ينظر كثير من المراقبين والمحللين على المستويين الداخلي والخارجي إلى زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأمريكا، التي ما زالت ممتدة إلى مطلع الأسبوع القادم، على أنها بداية فعلية لتحجيم الدور الإيراني العبثي في المنطقة، وتحديدا في سورية واليمن والعراق ولبنان، التي سجّل من خلالها النظام الإيراني عربدة غير مسبوقة، أشعلت الحروب، وزرعت الطائفية، ما خلق نوعا من الفوضى التي أثرت على استقرار الشعوب، التي أصبحت ترى في إيران دولة شريرة لا يمكن لها العيش إلا في مستنقعات الإرهاب. ويؤكد المراقبون أن الزيارة التاريخية لولي العهد، ورغم محاولات التشويش عليها من خلال إطلاق الصواريخ الحوثية الإيرانية على الأراضي السعودية لإيهام المجتمع الأمريكي أن لا استقرار ولا أمن في المملكة، إلا أن ابن سلمان قلب الطاولة في وجه ملالي طهران، بعد أن أدركت الإدارة الأمريكية النوايا الإيرانية الخبيثة، فعملت على توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، أكثر من أي وقت مضى، وهو ما جعل إيران تتخبط لا تدري إلى أين تتجه، وهي تحاول بائسة تصوير الأوضاع في المنطقة وفق رؤيتها الإرهابية. ويرى المراقبون أن ولي العهد، وهو يلتقي كبار الساسة الأمريكيين وفي مقدمتهم الرئيس دونالد ترمب، وعباقرة الاقتصاد والتكنولوجيا، قد وجّه رسالة واضحة إلى طهران، مفادها بأن المملكة تسير نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة ليعم الأمن والأمان ربوعها، وبناء اقتصادها وتنويع مصادره، وأن إيران بتصرفاتها العبثية تسير نحو الهاوية، بدءا من تفكيك الاتفاق النووي، والعقوبات الاقتصادية القاسية، التي ستفرض عليها، وانتهاء بإرادة شعبية إيرانية لا حدود لها ستنهي عصر العنجهية والظلم والاستبداد، الذي يقوم عليه نظام تخلى عن مبادئ الإنسانية، وانتهج الإرهاب مسلكا ليحافظ على بقائه.

ولأن محمد بن سلمان يدرك خطورة بقاء نظام الملالي، يؤكد المراقبون أنه نجح في حشد الرأي الدولي (رسميا وشعبيا)، بضرورة زوال النظام الإيراني، الذي يشكل الخطر الأكبر على دول العالم وشعوبها، وعلى الأمن والسلام العالميين.