من تجهيزات إطلاق الشراكة السعودية الفرنسية لتطوير العلا.
من تجهيزات إطلاق الشراكة السعودية الفرنسية لتطوير العلا.
-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@،علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
يسعى السعوديون لرسم مستقبل السياحة في بلادهم بحروف من ذهب، متكئين على تاريخ وإرث لا يقدران بثمن، وفي منطقة العلا شمال غرب المملكة حيث الكثير من التاريخ الذي ينتظر الكشف عنه، يعول السعوديون عليه كثيراً في مسعى لطرق أبواب جديدة لدعم القطاعات السياحية والثقافية والتراثية، ومنطقة لتعزيز الحوار الثقافي والتبادل الدولي.

فالمنطقة الحافلة بالآثار التاريخية المهمة تعد أكبر متحف مفتوح في الهواء الطلق بالمملكة، وتحوي آثارا تاريخية مهمة، خاصة مدائن صالح، أول موقع سعودي تم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وينظر الفرنسيون إلى الموقع بإعجاب «غير مسبوق». وكان أقيم احتفال للهيئة الملكية للعلا في متحف اللوفر، بحضور عدد من الوزراء، منهم: وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وشخصيات ثقافية وسياسية من البلدين.


وفي العلا حيث يحيط التاريخ بزوارها من كل جانب، يرى مراقبون أن الموقع يزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة غير المستغلة حتى الآن، ما يؤكد أن المنطقة تحوي عوامل الجذب السياحي لجعل أي مشروع سياحي بها باهراً. وأكد الخبير من مجموعة أكسفورد للآثار في بريطانيا جيمي كوارترماين أنه «كل يوم يتم اكتشاف أمر جديد في المنطقة»، مشيراً بعد جولته في المنطقة إلى أن «الاحتمالات لا نهاية لها».

وفي هذا السياق، قال رئيس الجانب الفرنسي من مشروع تطوير العلا جيرار ميستراليه: «مشروع العلا هو مشروع مذهل بين السعودية وفرنسا، وهو نتاج الإرادة المشتركة بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن تطوير العلا أجمل الأماكن السياحية»، مشيراً في حديث لقناة العربية إلى أنه لشرف كبير لفرنسا أن تشارك في هذا المشروع.

من جهته، أكد رئيس معهد العالم العربي وعضو الوفد الفرنسي لمشروع العلا جاك لانغ، أن موقع العلا من أجمل المواقع في العالم ويتمتع بمساحة هائلة، لافتاً إلى أنه مشروع يحترم تقاليد الشعوب ويحافظ على ثقافة المكان. وكشف أن المعهد سينظم في السنة القادمة معرضاً كبيراً عن مشروع العلا لعرض تاريخ المنطقة. ومن المقرر أن تستضيف مدينة الأضواء باريس في ربيع 2019 المعرض المتنقل عن حضارات العلا للكشف عن أسرارها القديمة.

وتنوي السعودية وفرنسا توقيع اتفاق مدته 10 سنوات لتطوير المنطقة، وقال المدير العام للهيئة الملكية للعلا عمرو المدني إنه سيكون من الممكن استقبال السياح في المنطقة «خلال 3 إلى 5 سنوات»، مضيفاً أن المنطقة التي تضم مطارا ستستقبل بعد تجهيزها بين 1.5 و2.5 مليون زائر سنويا، مع احترام معايير البيئة والتنمية المستدامة، مشددا على أهمية تسجيل جميع الكنوز الأثرية قبل ذلك.

ويهدف الاتفاق الفرنسي السعودي إلى حماية الموقع التراثي من عوامل التآكل مع الزمن أو التعرض للسرقة، ومن المقرر إقامة متحف ومركز للأبحاث التاريخية والأثرية في العلا الواقعة على بعد نحو 1100 كيلومتر عن العاصمة الرياض، كما سيتم تأهيل 150 طالبا وطالبة في مجالي السياحة والثقافة.