خادم الحرمين يلقي كلمته في قمة الظهران
خادم الحرمين يلقي كلمته في قمة الظهران
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن "القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال خادم الحرمين "إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية".

وفي الشأن اليمني، أكد خادم الحرمين التزام المملكة بوحدة اليمن وسيادٍته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، وأضاف "كما نؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216 ، ودعا

المجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.

وحمّل خادم الحرمين الشريفين، الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن، مرحباً بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.

وأضاف خادم الحرمين أن تلك الصواريخ التي وصلت إلى ( 119 ) صاروخاً ثلاثة منها استهدفت مكة المكرمة برهنت للمجتمع الدولي مجدداً على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار، ونطالب بموقف أممي حاسم تجاه ذلك.وفي الشأن الليبي، قال خادم الحرمين إن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.

ولفت خادم الحرمين إلى أن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية.

وجدد خادم الحرمين الشريفي الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية،

وإدانة محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي.

زاد خادم الحرمين "إيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبلُ التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مؤكدين على أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها."

ورحب خادم الحرمين بما توافقت عليه الآراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، مؤملاً أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية.

وفي الختام أكد خادم الحرمين أن "أمتنا العربية ستظل بإذن الله رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، ونسالُ المولى عز وجل أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء لنصل بأمتنا إلى المكانة الجديرة بها في العالم".

فيما أكّد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن قضية فلسطين شهدت انتكاسة بعد إعلان نقل السفارة الأميركية للقدس، وقال إن النظام السوري يتحمل مسؤولية كبرى في انهيار الوطن وفقدان الكرامة.

وأضاف أبو الغيط أن التهديدات الكبرى التي تواجهنا تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها، مشدداً على أن إيران دعمت عصابات مارقة في اليمن لتهديد أمن المملكة العربية السعودية، مؤكداً وجوب التضامن مع السعودية في إجراءاتها لصون أمنها، وقال "التدخلات الإيرانية في منطقتنا لا تستهدف الخير للعرب". وزاد أبو الغيط أنه "هناك دول عربية ومن بينها السعودية تقوم ببناء تنمية مستدامة وعمل دؤوب لخدمة المواطن العربي".

وذهب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين أن دول المنظمة تشارك العرب طموحاتهم وآلامهم"، لافتاً إلى أن "الدول العربية تنبهت منذ وقت مبكر لآفة الإرهاب"، مؤكداً أن "منظمة التعاون الإسلامي تسعى لعقد مؤتمر مكة 2 لدعم العراق"، مضيفاً أن المنظمة أصدرت إدانات لصواريخ الحوثيين على السعودية".

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن المفوضية تعمل على إصلاحات واسعة النطاق في الاتحاد، مشدداً على أن الإرهاب أكبر خطر في العالم اليوم، شاكراً السعودية والإمارات على دعمهم لمجموعة «دول الساحل G5»

وأكدت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أن الشعب العراقي أظهر شجاعة فائقة في مواجهة إرهاب داعش، مشددةً على وجوب محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سورية.

وقالت مورغيني "يشرفنا استضافة الاجتماع الـ6 مع جامعة الدول العربية بشأن القدس"، مضيفة أن "العالم العربي يمكن أن يتحول إلى منطقة ذات رفاهية ورخاء".

فيما قال أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح "مطالبون بأن نبذل جهودا لحل الخلافات التي تعصف بعالمنا العربي ودراسة آليات مشتركة لتحديد الخلل والقصور الذي يعتيرها"، لافتاً إلى أنه سيعمل من خلال عضوية دولته في مجلس الأمن على تفعيل دور المجلس في حل قضايا المنطقة.

وأضاف أمير الكويت "تابعنا باهتمام بالغ الضربات الجوية نتيجة استخدام السلطات السورية للسلاح الكيماوي مؤكدين أن هذه التطورات نتيجة عجز المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن عن الوصول إلى حل سياسي للصراع"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى مراجعة قرارها بشأن نقل سفارتها إلى القدس.

وأشاد أمير الكويت بجهود "دول التحالف بقيادة السعودية لدعم الشرعية والدور الإنساني الرائد لدول التحالف لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن الشقيق".

وفي ذات السياق قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "نثق بحكمة خادم الحرمين الشريفين في دعم آلية العمل العربي المشترك"، مؤكداً أن ثمة دول عربية تواجه خطر إسقاط مؤسسات الدولة، وطرف إقليمي يبني مناطق نفوذ داخل أكثر من دولة عربية"، لافتاً إلى أن "بلادنا تواجه أكبر أزمة منذ استقلالها، ونحتاج استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي".

وأضاف الرئيس المصري أن "مصر طرحت مبادرات عدة لبناء استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي"، مشدداً على أن الحق العربي في القدس ثابت ولا يقبل المساومة، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مواجهة مخططات مصادرة حق الشعب الفلسطيني.

ولفت السيسي إلى أن آفة الإرهاب تواجه كل الدول العربية، ونأمل بتشكيل منظومة عربية شاملة لمكافحته. وطالب بتحقيق دولي شفاف بشأن استخدام أسلحة محرمة دوليا في سورية، مشدداً على أن سورية دولة عربية ولا يجوز أن تعالج قضيتها دون شعبها.

واستنكر الرئيس المصري قيام جماعة الحوثي الإيرانية بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه المملكة، مشدداً على أن مصر لن تقبل استهداف المملكة، وأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ.

ومن جهته، قال ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الدول العربية بحاجة إلى مزيد من التكاتف لمواجهة التدخلات الخارجية، مشدداً على أن "رئاسة السعودية للقمة العربية في هذه المرحلة ستعود بالخير على دولنا".