-A +A
«عكاظ» (الظهران)
أعرب الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على استضافة القمة ولما حظوا به من حُسْنِ وِفادة وكَرَمِ ضيافة.

وتمنى السبسي في الكلمة التي ألقاها في أعمال الجلسة المغلقة للقمة العربية الـ 29 لخادم الحرمين الشريفين النّجاح في إدارة أعمال القمة في دورتها الـ 29 وفي قيادة دِفَّةِ العمل العربي في هذه المرحلة المَفْصَلِيّة من تاريخ أُمّتِنا.


وعبر عن الشكر لملك الأردن لِرِئاسَتِه للقمّة السابقة ولِمَا بذله من جهود لخدمة قضايا الأمة العربية، للأمين العام للجامعة العربية على جهوده الدَّؤُوبَةِ لتعزيز دور الجامعة ودفع العمل العربي المشترك.

ولفت النظر إلى أن المنطقة لا زالت تُواجِهُ تحدّيات جسيمة وأوضاعًا دقيقة غير مسبوقة تُمثّل تهديدًا جدّيا للأمن والاستقرار والتنمية في البلدان العربية واستنزافا لمُقَدّراتِها، حيث شهدت العديد من الأحداث والتطوّرات الخطيرة تَعَمَّقَتْ حِدَّتُها بسبب الارتباك في تطويقها وفي معالجة أسبابها وتداعياتها، معربا عن أمله بأن تعمل القمة والإرادة الصّادقة للأَخْذِ بِزِمامِ الأمور.

وأشار إلى أن الأمة العربية كانت ولا تزال لها إسهامات بارزة في الحضارة الإنسانية وفي الفكر الإصلاحي عبر مختلف مراحل تاريخها، جُبِلَتْ على قيم التّضامن والتآزر وهي اليوم أمام مسؤولية تاريخيّة لانتشال المنطقة من أَزَمَاتِها وتَحْصينِها إزاء ما يتهدَّدُها من مخاطر التصدّع والإرهاب والعنف، داعيا إلى مضاعفة الجهود وتوحيد وتعميق الإيمان بقيمة العمل العربي المشترك بوصفه الإطار الأمثل للتّعاطي النّاجع والبنّاء مع القضايا العربية من موقع المبادرة والفعل، بما يضمن تحقيق التسويات السياسية المنشودة عن طريق الحوار والتوافق وتغليب المصالح الوطنية العليا.

وشدد على أهمية تفعيل الدّور العربي في معالجة أوضاع المنطقة والدّفاع عن قضايا شعوبها وفي صدارتها القضية الفلسطينية العادلة التي طال أمدها بشكل لم يَعُدْ مقبولاً، وقال «الشّعب الفلسطيني المناضل أَحْوجُ ما يكون اليوم لموقف عربيٍّ حازمٍ وموحّدٍ في المحافل الإقليميّة والدّوليّة لدعم مطالبه المشروعة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووضع حدّ للاستيطان وانتهاك المقدسات وضمان المحافظة على كافة حقوقه الوطنية»، مطالبا المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه، بضرورة تحمّل مسؤولياتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل والدفع باتجاه تحقيق السّلامِ العادلِ والشّاملِ والدّائِمِ الذي يمكّن من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السّلام العربية.

وفي شأن الأزمة الليبية أوضح السبسي أنه من منطلق واجب المسؤولية وما يجمع الشعبين التونسي والليبي من روابط تاريخية عريقة ووشائج قربى متينة، تم تقديم مبادرة بالتنسيق مع الجزائر ومصر، لمساعدة الليبيين على تجاوز الخلافات وتحقيق التسوية السياسية الشاملة عن طريق الحوار والتوافق ودون إقصاء، في إطار المسار الأممي ووفق مقتضيات الاتّفاق السياسي الموقّع في الصخيرات.

وفيما يخص الأزمة السورية قال الرئيس التونسي «إنّ استمرار الأزمة في سوريا وما نتج عنها من مأساة إنسانية رهيبة ودمار غير مسبوق، يَسْتَوْجِبُ منّا التحرك الفاعل لمساعدة الشعب السوري على استعادة أمنه واستقراره وبناء مستقبله حتى لا يَظلَّ هذا البلد الشقيق مَرْتَعًا للتنظيمات الإرهابية ولمختلف التدخلات الخارجية، بكل ما يُمثّلُهُ ذلك من تهديد متزايد للأمن والاستقرار في المنطقة»، داعيا إلى ضرورة تضافر جهود كل الأطراف الدولية لتفادي مزيد من التصعيد والتسريع بإيجاد حل سياسي شامل في هذا البلد العربي،، مؤدا في ذات الوقت رفضه القاطع لاستعمال كل أنواع الأسلحة.

وحث اليمنيين إلى الحوار السياسي للتوصّل إلى تسوية تُحقّقُ المصالحة وتحترم الشرعية وتُحافظُ على وِحْدَةِ هذا البلد وسيادتِه وَتَضَعَ حَدًّا لمعاناة الشّعب اليمني.

وُجدّد بهذه المناسبة إدانته الشديدة للهجمات التي استهدفت أراضي المملكة، مؤكدا حرص بلاده على أمن المملكة.

وأكد أن استمرار مختلف هذه الأزمات بتعقيداتِها وتداعياتِها، تَسبَّبَ في تدهورٍ غَيْر مسبوق للأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من أبناء الوطن العربي وعَطّل جهود التنمية والتطوير، لافتا النظر إلى أن الإرهاب يظل أكبرَ خطرٍ مُحْدِقٍ بالأمن والاستقرار والتنمية في البلدان العربية على الرغم من ما تمَّ تحقيقُه من إنجازات مهمة في التصدّي للتنظيمات الإرهابية وَدَحْرِهَا.