حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، من أن الأزمات في سورية واليمن وليبيا، تخصم من رصيد أمننا القومي، فضلاً عن قضيتنا الرئيسية فلسطين تخصم من رصيد أمننا القومي الجماعي. مؤكدا أن استمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يُضعفنا جميعاً ويُعرقل جهوداً مخلصة تُبذل في سبيل النهضة والاستقرار والأمن. وقال في كلمته أمام القمة العربية أمس، إن التهديدات الكبرى التي تواجه العرب تتساوى في أهميتها وتتطابق في خطورتها. وأضاف أمين الجامعة العربية أن التحديات الحالية تدعونا لحوار حول أولويات الأمن القومي العربي، لافتا إلى أن قضية فلسطين شهدت انتكاسة بعد إعلان نقل السفارة الأمريكية للقدس، ودعا إلى ضرورة دعم رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن القضية الفلسطينية. وحمل أبو الغيط النظام السوري مسؤولية انهيار الوطن السوري وفقدان كرامته. وقال إن الشعب السوري يدفع ولا يزال أبهظ الأثمان في النفس والكرامة والمال، على مدار سنوات سبع لم يجن فيها سوى الخراب والدمار وتفتيت السيادة الوطنية، وتصاعد الافتئات الأجنبى على أراضيه ووحدة ترابه. واتهم إيران بدعم «عصابات مارقة» في اليمن لتهديد أمن السعودية، مشددا على ضرورة التضامن مع السعودية في إجراءاتها لضمان أمنها. ودعا أبوالغيط القادة العرب إلى استعادة زمام الموقف في سورية بعد الضربات الغربية الأخيرة. واعتبر أن تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات هو ما يُغري الآخرين بالتدخل في شؤوننا والعبث بمُقدراتنا، وأن التحديات الحالية تفرض علينا جميعاً التفكير في إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، بحيث يجري تدشين توافق أكبر حولها وتناغم أوسع في شأن كيفية ضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كافة التهديدات.