خادم الحرمين الشريفين مخاطباً القادة العرب في قمة القدس أمس في الظهران.
خادم الحرمين الشريفين مخاطباً القادة العرب في قمة القدس أمس في الظهران.




.. وفي صورة جماعية مع القادة ورؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة. (تصوير: بندر الجلعود)
.. وفي صورة جماعية مع القادة ورؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة. (تصوير: بندر الجلعود)




ولي العهد خلال جلسة القمة.
ولي العهد خلال جلسة القمة.
-A +A
فاطمة آل دبيس (الظهران) - fatimah_a_d@

* أخطر ما يواجهنا اليوم.. تحالف الإرهاب مع التطرف والطائفية

* الميليشيات الحوثية الإرهابية تتحمل مسؤولية استمرار معاناة الشعب اليمني


* أمتنا ستظل عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها

* ملتزمون بوحدة اليمن واستقراره.. ونؤيد جهود الحل السياسي للأزمة

* الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة

* نرفض التدخلات الإيرانية ومحاولاتها زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية

* 119 صاروخا حوثيا باتجاه المملكة تؤكد خطورة السلوك الإيراني في المنطقة

* نؤكد أهمية تطوير الجامعة العربية.. ونرحب بـ «القمة الثقافية»

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تسمية القمة العربية التاسعة والعشرين بـ «قمة القدس» «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وجدد الرفض لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، مشيدا بالإجماع الدولي الرافض له.

كما أعلن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و(50) مليونا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته في «قمة القدس»، التي انطلقت أعمالها أمس (الأحد)، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران، أن أخطر ما يواجه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية.

وشدد على الرفض القاطع للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ومحاولاتها زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية.

وجدد الملك سلمان الالتزام بوحدة اليمن، وتأييد جهود الحل السياسي للأزمة، لافتا إلى أن الميليشيات الحوثية الإرهابية تتحمل مسؤولية استمرار معاناة الشعب اليمني، مضيفا «أن إطلاق 119 صاروخا باليستيا من الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران باتجاه المدن السعودية يؤكد خطورة السلوك الإيراني في المنطقة».

وطرح الملك سلمان أمام القمة مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مشددا على أن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبلُ التجزئة، ومؤكدا أهمية تطوير الجامعة العربية ومنظومتها، ومرحبا بإقامة القمة العربية الثقافية.

وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

الإخوة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يطيب لي في مستهل اجتماعات هذه الدورة أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية متمنياً لقمتنا التوفيق والنجاح.

كما أتقدم بالشكر والتقدير لجلالة أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لما بذله من جهود مميزة خلال رئاسته للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولكافة العاملين بها على ما يبذلونه من جهود.

أيها الإخوة الكرام

إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وإننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.

وفي الشأن اليمني فإننا نؤكد التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه.

كما نؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (2216).

وندعو المجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.

ونحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن.

ونرحب بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.

تلك الصواريخ التي وصلت إلى (119) صاروخاً ثلاثة منها استهدفت مكة المكرمة برهنت للمجتمع الدولي مجدداً على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار، ونطالب بموقف أممي حاسم تجاه ذلك.

وفي الشأن الليبي، فإن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.

الحضور الكرام

إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية.

ونجدد في هذا الخصوص الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي. وإيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبلُ التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مؤكدين على أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها.

كما نرحب بما توافقت عليه الآراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية.

وفي الختام أؤكد لكم أن أمتنا العربية ستظل بإذن الله رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، ونسألُ المولى عز وجل أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء لنصل بأمتنا إلى المكانة الجديرة بها في العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكان ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رئيس القمة العربية السابقة قد ألقى كلمة أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

بعد ذلك تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز رئاسة الدورة العادية التاسعة والعشرين للقمة العربية.

ورأس وفد المملكة في القمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.