-A +A
واس (المكلا)
أسهمت جهود المملكة العربية السعودية عبر منظمة "البلسم" الدولية في تقديم الرعاية الطبية والعلاجية لعشرات مرضى القلب في الجمهورية اليمنية، التي كانت عوناً لهم في تجاوز أزماتهم الصحية.

يأتي ذلك في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم أفضل الخدمات الطبية للشعب اليمني الشقيق، في مواجهة المصاعب الجسيمة التي يتعرضون لها جراء إرهاب الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران.


وزار وفد طبي دولي متخصص بأمراض القلب محافظة حضرموت بالجمهورية اليمنية، وأجرى عشرات العمليات للقلب المفتوح والقسطرة العلاجية والتداخلية للمرضى.

وشملت الخدمات الطبية التي قدمها الكادر الطبي لمنظمة البلسم الدولية الموجود في مركز نبض الحياة لأمراض وجراحة القلب في مدينة المكلا، منذ وصوله يوم الأحد قبل الماضي، المرضى من المحافظات اليمنية كافة.

وأنهى الكادر الطبي لمنظمة البلسم الدولية، أمس (الأحد)، مهمته الإنسانية التطوعية المتمثلة في إجراء 12 عملية قلب مفتوح، و125 قسطرة علاجية وتداخلية للكبار والأطفال (92 كبيراً و33 طفلاً)، إلى جانب الكشف وعلاج ومتابعة 479 مريضاً ومريضة في العيادات الخارجية وصرف الأدوية التي يحتاجون إليها.

وقدَّم وزير الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور ناصر محسن باعوم، خلال حفل تكريمي للوفد الطبي الزائر، شكره العميق للمملكة العربية السعودية على دعمها المستمر لليمن، ولقوات التحالف العربي بقيادة المملكة على الدعم اللوجستي، وللكادر الطبي لمنظمة البلسم الدولية على عملهم الإنساني الكبير والرائع في بلاده.

وقال في كلمة له: "عندما نرى الابتسامة على شفاه المرضى الذين أجريت لهم عمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية، ندرك تماماً أن الكادر الطبّي أبدع في عمله وبذل جهوداً طيبة يُشكر عليها، مؤكدًا الحاجة الماسة لإجراء المزيد من العمليات الجراحية في مواقع أخرى بالمحافظات اليمنية كافة".

وأعرب عن شكره للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومةً وشعباً على الدعم الدائم لليمن، مؤكداً أن هذا ليس بجديد على المملكة التي تقف مع اليمن منذ أكثر من 50 عاماً، وتقوم بأعمال جليلة تجاه اليمن وشعبه ".

من جهته، أوضح رئيس الكادر لمنظمة البلسم في اليمن الاستشاري السعودي الدكتور راكان ناظر، أن الفريق أجرى خلال ستة أيام 12 عملية قلب مفتوح، منها خمس حالات معقدة توصيل لشرايين وإعادة بناء للشريان، وأربع حالات إصلاح للصمام الميترالي، وثلاث حالات معقدة لصمامات متعددة في القلب وإزالة الخثرات داخل تجاويف القلب.

وكان الدكتور ناظر قد أجرى الأربعاء الماضي عملية إصلاح للصمام الميترالي لمريضة تعاني منذ أكثر من عام من روماتيزم شديد في القلب.

وقال: "الحمد لله تمكنا من إصلاح الصمام وإعادته للوضع الطبيعي بدلًا من استبداله بصمام معدني".

وأضاف: "المريضة البالغة 32 عاماً تسكن في قرية نائية بمحافظة تعز تفتقر إلى جميع وسائل الرعاية الصحية، وهذا النوع من العمليات يعدّ نادراً خصوصاً في اليمن.

بدوره، قال استشاري القلب والقسطرة عضو الفريق الدولي، الدكتور رحيم قول: "إن الكادر الطبي للمنظمة أجرى 92 عملية قسطرة علاجية وتداخلية تتضمن توسيع الصمام الميترالي لمواطنين يمنيين تراوحت أعمارهم بين 75 - 45 عاماً".

وأضاف: "معدل العمليات التي تم إجراؤها خلال اليوم الواحد من مهمة الفريق الطبي بلغت 17 عملية، موضحاً أن العديد من الحالات عانت طول الانتظار لشح الإمكانات وعدم توفر الكادر الطبي المؤهل لإجراء مثل هذه العمليات، إلى أن تيسّر لهم ذلك بوجود الكادر الطبي لمنظمة البلسم الدولية".

وأعرب عن شكره وامتنانه لحكومة المملكة العربية السعودية لما يجدونه من دعم لعملهم التطوعي، ولقوات التحالف العربي بقيادة المملكة، لتسهيلها عملية نقل المعدات الطبية اللازمة وتسهيل دخول الكادر الطبي إلى اليمن، رغم الظروف القاسية التي يعيشها أبناء اليمن.

من جانبه، أوضح الدكتور الاستشاري عبدالعزيز خوجة، أن جميع المرضى في وضع مستقر ولله الحمد، وسوف يتم السماح لهم بمغادرة المركز قريباً.

وأعرب عن بالغ شكره وامتنانه لاستمرار الدعم اللوجستي المقدم من حكومة المملكة العربية السعودية، التي سهلت لهم تقديم أعمالهم الطبية الإنسانية الملحة للمرضى من أبناء الشعب اليمني، في ظل ما يعانوه من ظروف صعبة، داعيًا الله - عز وجل - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لما يقدمانه من دعم للعمل الخيري والإنساني بشكل عام ولأبناء الشعب اليمني الشقيق بشكل خاص.

وكان عدد كبير من المرضى الذين أجريت لهم عمليات القلب المفتوح وعمليات القساطر القلبية، قد عانوا لفترة طويلة من عدم توفر الكادر الطبي المؤهل والمستلزمات الضرورية لإجراء هذه العمليات.

وثمن المرضى الذين تلقوا العلاج والرعاية الطبية الجهود المبذولة من المملكة لمساعدتهم ورفع معاناتهم، مشيرين إلى أنهم انتظروا إجراء عملياتهم أكثر من خمسة أشهر، إلى أن أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بوصول الكادر الطبي من منظمة البلسم، وقاموا بإجراء العمليات لهم بكل مهارة وإتقان، معربين عن بالغ شكرهم للمملكة على وقفاتها الإنسانية المستمرة مع الشعب اليمني، كما قدموا الشكر لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة على تسهيل وصول الفريق الدولي، وتأمين دخولهم إلى محافظة حضرموت.

ولم تقتصر الخدمات التي قدمها فريق "البلسم" على أبناء محافظة حضرموت، بل شمل مرضى من جميع أنحاء الجمهورية اليمنية.

إلى ذلك، أعرب رئيس مؤسسة أمراض القلب الجراحية المشرف العام على مركز نبض الحياة لأمراض وجراحة القلب، محمد عوض با شعيب، عن شكره وامتنانه للمملكة العربية السعودية، على ما تقدمه من مساعدات للشعب اليمني وتأمين احتياجاتهم كافة.

وقال في تصريح صحفي: "ليست المرة الأولى التي تأتي إلينا الكوادر الطبية من المملكة، حيث سبق أن زارنا الكثير من الفرق الطبية لتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات".

وأضاف: "كم من قلب نبض في اليمن بفضل الله - عز وجل - من خلال الجهود المباركة والدعم المستمر من حكومة المملكة لإخوانهم في اليمن".

وأكد أن الفريق الطبي لمنظمة البلسم، جاء في ظروف صعبة ومعقدة، حيث تضاعف عدد مرضى القلب المسجلين لدى مؤسسة أمراض القلب الخيرية ليصل إلى أكثر من أربعة آلاف مريض، بينهم أطفال بحاجة إلى عمليات قلب مفتوح، وقسطرة لتوسعة الشرايين".

وشدد على الحاجة لاستمرار هذه الزيارات الطبية لتخفيف معاناة المواطنين اليمنيين، الذين يعيشون ظروفًا بالغة التعقيد.

وكانت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، قد أصدرت الشهر الماضي تصريحاً لمنظمة البلسم الدولية بالدخول إلى اليمن لعلاج مرضى القلب، وذلك بناءً على الطلب الذي تلقته المنظمة من وزارة الصحة والسكان اليمنية، المستند على ما جاء من مركز نبض الحياة في مدينة المكلا بشأن الحالات المتزايدة لمرضى القلب.