يبدو واضحاً أن الحوثي لا يريد أن يعي الدرس. فهو مستمر في محاولاته استهداف الأراضي السعودية والمدنيين والمنشآت المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات بلا طيار، وهي أسلحة تزوده بها إيران التي عجزت عن اختراق سيادة السعودية، فعمدت إلى تجنيد الحوثي، ليكون واجهة لمشروعها الفارسي الذي يستبيح جميع الدول العربية والإسلامية. وعلى رغم أن تزويد الحوثي بالأسلحة والصواريخ يمثل انتهاكاً سافراً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلا أن أخطر التبعات التي ستترتب على ذلك تتمثل في تطويل أمد الأزمة اليمنية، واستمرار معاناة اليمنيين الأبرياء من ويلات الحرب، والتجنيد الإجباري، والتجويع، والافتقار للخدمات الأساسية الحيوية، كالصحة، والتعليم. ويبدو أن الحوثي غارق تماماً في عسل وعود «الولي الفقيه»، إلى درجة أنه لا يريد الاستفاقة على حقيقة أنه لم يعد لديه حليف يمني، إذ يقاتل إرادة الشعب اليمني بأسره منفرداً، خصوصاً بعدما انضمت قوات العميد طارق صالح إلى قوات الشرعية في مسعاها الدؤوب لوضع حد للانقلاب المشؤوم. وهو خيار لا شك في أن الحوثي وميليشياته سيدفعون ثمنه، إذ إن المشروع الإيراني لن يتحقق في الخليج أياً تكن قدرات إيران وعنجهيتها.