-A +A
ياسر عبدالفتاح (جدة) okaz_online@
الأربعاء.. كان يوم «الأرصاد» بلا منازع، إذ بثت الهيئة المعنية برصد ومتابعة تغيرات الطقس و«الحالة المطرية» نحو 14 تقريرا عن أنشطتها، بدأت بالقاهرة وانتهت في «الربع الخالي» إذ تخطط الهيئة - كما أشار نائب رئيسها الدكتور أيمن غلام - إلى تغطية 90% من جغرافيا السعودية وصولا إلى الربع الخالي بالأقمار الصناعية ومحطات الرصد الأتوماتيكية لضمان دقة عالية في الرصد الجوي. ومن القاهرة أعلن رئيس الأرصاد الدكتور خليل الثقفي أثناء إطلاقه اجتماع مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد، أن الهيئة ستحقق من خلال مبادراتها المعلنة «أقصى منفعة وفائدة في الأرصاد».. بتوفير المعلومة في أسرع وقت وأطول مدة ممكنة وإيصالها قبل وقتها للحد من تأثير الظواهر الجوية المحتملة.. و«المتطرفة».

لم تصمد الأخبار المتدفقة من الهيئة غير بضع ساعات حينما «تدفقت» الأمطار بكثافة على مدن سعودية عدة بما فيها العاصمة، إذ دفعت الرياح والعواصف الترابية «المتطرفة» عشرات مرضى الحساسية إلى المستشفيات بحثا عن جرعة أوكسجين، بعدما عجزت كمامات الأنف والفم التي نصحت بها «الصحة» في تحصين مرضاها.


ومع كثافة أخبار الأرصاد بحثت «عكاظ» عن تنبؤات حقيقية عن أمطار الرياض والقصيم فعثرت على تقرير روتيني اعتادت الهيئة على بثه في السابعة من صباح كل يوم ولا يثير انتباه أحد. وبحسب التقرير الروتيني فإن الأرصاد توقعت في يوم أمطار القصيم والرياض على سبيل المثال هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تسبق برياح نشطة في سبع مدن بما فيها المدينتان.. أما الرياح السطحية - طبقا للتقرير التلقيني- فستهب على البحر الأحمر، شمالية إلى شمالية غربية على الشمال، وجنوبية غربية على الجنوب لكن واقع الحال دحض التقرير الشمالي الجنوبي بعدما هبت الرياح على المدينتين من كل مكان، ونالت القصيم نصيبها فتعطلت حركة السير واقتلعت لوحات ومحلات وقلاعا طبقا لما نشرته «عكاظ» (الخميس) من مشاهد وكعادتها نجحت الهيئة في الإفلات من عتب أهل الرياض والقصيم، وردت على العتب بلسان المتحدث باسمها حسين القحطاني الذي أحال العاتبين إلى التقرير الذي تنبأ بهطول أمطار وحدوث حالة غبارية في المدن السبع.. ولم يتسن للمتابع التيقن من مصداقية التنبؤ الذي يصيب ويخيب مرات ومرات ولم يأخذ المتابع التقرير بمحمل الجد.

لعل هيئة الأرصاد وعت درس الأربعاء لتفعيل محطاتها وتغيير نمط تقاريرها لتنافس قنوات التلفزة التي أوكلت مهمة صياغة وتلاوة نشرات الطقس لأفضل مذيعيها فأضحت نشرات «الحالة المطرية» محل مشاهدة عالية بعدما تحررت النشرة من كلاسيكية العصا والسبورة.. وفي الخاطر حكاية مذيعي النشرة الجوية في بلد أفريقي طلبوا من رئيسهم تخصيص «بدل لبس» يحسّن مظهرهم في الشاشة.. فارتدت إليهم مطالبهم.. مالكم والبدلة وربطة العنق؟.. كفاكم العصا والسبورة!