أمير قطر خلال استقباله عددا من المفرج عنهم.
أمير قطر خلال استقباله عددا من المفرج عنهم.
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
تأكيداً لما نشرته «عكاظ» في عددها الصادر في 29/‏5/‏2017، كشفت صحيفة «الواشنطن بوست» تفاصيل جديدة حول الصفقة القطرية التي تم بموجبها إطلاق سراح 25 قطريا، بينهم أفراد من عائلتها الحاكمة، كانوا مختطفين في العراق العام الماضي، في وقت نفت فيه الدوحة باستمرار دفعها أموالاً لمنظمات إرهابية كجزء من الصفقة.

ونشرت الصحيفة الأمريكية رسائل تؤكد أن قطر تلقت مساعدات من عدة دول لضمان إطلاق مجموعة من صيادي الصقور القطريين - بمن فيهم أعضاء من أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر - في أواخر نوفمبر 2015، في محافظة المثنى العراقية، مشيرة إلى أن مبلغ 360 مليون دولار تمت مصادرته في مطار بغداد كان موجهاً إلى جماعات وفصائل إرهابية، بمن فيهم الإرهابي الإيراني قاسم سليماني، وعدد من المسؤولين.


ورسمت صحيفة «واشنطن بوست» صورة أكثر تعقيداً للمشهد، ففي وقت لا تنكر فيه الرسائل المسربة دفع قطر المال لإنهاء الأزمة، إلا أنها لفتت إلى أن المستلمين كانوا مسؤولين حكوميين، مستشهدين بمبادرة قطرية غامضة مع العراق «لتعزيز العلاقات الثنائية وضمان الإفراج الآمن عن المختطفين».

وأظهر تقرير الصحيفة الأمريكية توقيع دبلوماسيين قطريين على سلسلة من الدفعات الجانبية تتراوح بين 5 إلى 50 مليون دولار إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين وزعماء شبه عسكريين، مع تخصيص 25 مليون دولار لمسؤول كبير بميليشيات حزب الله. إضافة إلى تخصيص 50 مليون دولار لـ«قاسم»، في إشارة واضحة إلى قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وكشفت الصحيفة حصولها على رسائل من بريد إلكتروني مخترق تكشف أن خطة السداد قد خصصت مبلغا نقديا إضافيا بقيمة 150 مليون دولار للأفراد والجماعات الذين يعملون كوسطاء، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين ينظرون إليهم منذ فترة طويلة على أنهم من داعمي الإرهاب الدولي، ومن الوسطاء الذين أشار إليهم التقرير ميليشيات حزب الله، وهي جماعة شبه عسكرية عراقية مرتبطة بهجمات على القوات الأمريكية أثناء حرب العراق، إضافة إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية، ومجموعتين معارضتين سوريتين على الأقل، بما في ذلك «جبهة النصرة الجناح العسكري المرتبط بتنظيم القاعدة في سورية». وذكرت الصحيفة أن المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن ارتفع إلى ما يصل إلى مليار دولار. وبينت الرسائل المسربة جزءا من المحادثات بين سفراء قطر ووزير الخارجية القطري، منها ما كتبه سفير قطر في العراق كبير المفاوضين في قضية الرهينة زايد بن سعيد الخيارين، «أن السوريين، وحزب الله، لبنان، كتائب حزب الله، العراق - جميعهم يريدون المال، وهذه هي فرصتهم، كلهم لصوص»، إضافة إلى حديثه مع أحد الإرهابيين الذي يتفاوض معهم بقوله: «سوف تحصل على أموالك بعد أن نأخذ أفرادنا».