أحياء شمال جدة.. أو ما كانت تعرف سابقا بجدة الجديدة.. تغير وجهها، وفقدت فيما يبدو ميزتها، ولم تعد في عيون الكثيرين منطقة راقية كما كان يصفها أهلها وزوارها.
مكامن الخلل واضحة.. ولن يجد زائر الشمال صعوبة في الوقوف عليها، فضلا عن ساكنيها ممن يعانون نقصا في الخدمات، وإهمالا في صيانة ما توفر منها.
أحياء كالنهضة والنعيم والمحمدية والمسرة والبساتين وما جاورها، يقطنها نحو 150 ألف نسمة، تفتقر لخدمات الصرف الصحي، وتعاني كثرة انقطاع المياه، وأعطالا مستمرة في إضاءة الشوارع الداخلية، وانتشارا للفئران، وتحولت شوارعها وميادينها إلى ساحة للمخالفات المرورية، من تفحيط .. وتجاهل لأنظمة السير، إضافة إلى غياب الرقابة على المطاعم والبوفيهات التي تعج بمخالفات تهدد الصحة حسب ما أكده سكان الأحياء.
جولة ميدانية لـ «عكاظ» أظهرت الكثير من السلبيات التي شوهت رقي تلك الأحياء، وطالب عدد من الأهالي عبرها بتسريع عمليات ربط الصرف الصحي، قبل أن تتفاقم مشكلاته، خصوصا أن تلك الأحياء تقع في مناطق رطبة لقربها من البحر. ويجمع أهالي النهضة 1 و2، والنعيم 1 و2، والمحمدية 1 و2 و3، والمسرة، والبساتين وما حولها، على أهمية أن تسارع شركة المياه في تمديد شبكات الصرف، لتخليص الحي من استخدام الصهاريج الصفراء لشفط البيارات وما يخلفه ذلك من روائح كريهة وتكاثر للبعوض والذباب والحشرات. موصولين مطالبهم باهتمام البلدية الفرعية من خلال رصف الشوارع ومعالجة انقطاعات الإضاءة في الشوارع الفرعية، فضلا عن شكواهم من كثرة عكس الشوارع الداخلية والوقوف الخاطئ في الكتف الأيسر للشوارع الداخلية الرئيسية.
أهالي حي النهضة 2 لخصوا معاناتهم في كثرة المخالفات المرورية، خصوصا عكس الشوارع والوقوف على الكتف الأيسر للشوارع الرئيسية، وأشهرها شارع محمد بن أبي بكر، لوجود نشاط تجاري وإداري فيه ما يجعل الشارع يضيق للوقوف في الجانب الأيسر، فضلا عن الخطورة التي قد تسبب حوادث عند التجاوز من الجهة اليسرى، ولفت كل من محسن حسين وأحمد صالح وحسين صالح إلى غياب المساحات الخضراء والتشجير في الشوارع وتراكم النفايات نهاية الأسبوع، في حين تخنق روائح النفايات والبيارات الأهالي.
وشكا عدد من السكان نقص إمدادات المياه منذ بداية شهر ربيع الآخر الماضي ما دعاهم للجوء إلى شراء صهاريج المياه، فيما قال السكان في حي المسرة شمال حي النعيم إن حديقة الحي المحاذية للمسجد في منتصف الحي لا تلقى أي اهتمام وتعاني التصحر والإهمال من البلدية، فيما دعا أحدهم المرور إلى رصد مظاهر عكس الاتجاه والسرعة والتفحيط في بعض الأحيان من مراهقين في شارع الصفا الفرعي، والذي يحد شارع حي النهضة 2 من الجهة الغربية بمحاذاة طريق الملك شرقا.
بؤر عشوائية للمخالفين
في السياق ذاته، يعاني الحي الجنوبي من شارع حراء من وجود بؤرة عشوائية تعد مقرا للعمالة السائبة والأزقة التي لا تصلها المركبات لضيقها وتمثل الوجه المشوه للمنطقة رغم موقعها الإستراتيجي، وتقطن العمالة الوافدة وكثير من السائبة في منازل شعبية في ذلك الحي. ولفت أهالي النعيم إلى أن حي النعيم 1 الواقع شمال شارع حراء يعاني من الشوارع الفرعية شبه المغلقة، في حين أن الجزء الجنوبي من شارع حراء يعتبر بؤرة عشوائية تكثر فيها البيوت الشعبية والأزقة الضيقة وتعتبر سكنا دائما للعمالة الوافدة التي تمتهن أعمال السباكة والنجارة والبناء والكهرباء وخلافها من نوعية «ممارسة أي عمل وأي مهنة»،
ورغم هبوط أسعار العقارات بشكل ملحوظ في أغلب الأحياء، إلا أنه يكاد يكون محدودا في أحياء النهضة والنعيم والمسرة والبساتين وما جاورها، ويفسر عقاريون ذلك على اعتبارها أحياء حديثة وقريبة من الشوارع الرئيسة، وأهمها طريق المدينة وشارع الأمير سلطان وطريق الملك ما يجعل هذه المواقع إستراتيجية من المنظور العقاري.
النهضة.. مركز متكامل
ويصف عضو المجلس البلدي بجدة ورئيس مركز حي النهضة وعضو اللجنة التنفيذية لجمعية مراكز الأحياء بجدة حسن بصفر، حي النهضة بمتوسط الكثافة السكانية بنسبة تصل إلى نحو 54 ألف نسمة، ومن الناحية الجغرافية يحد الحي شمالا ضاحية البساتين، جنوبا شارع حراء، شرقا شارع الأمير سلطان، وغربا طريق الملك، ويعد حي النهضة من الأحياء القليلة التي بني فيها مركز حي نموذجي، تكفل ببنائه أبناء الشيخ المرحوم سليمان زقزوق على مساحة تقدر بـ 11000 متر مربع ومبنى يشكل 10% من إجمالي مساحة الأرض، التي تضم في مرافقها الخارجية ملاعب لكرة القدم والطائرة والسلة ومجموعة مِن الحدائق الصغيرة وألعاب الأطفال.
وأضاف بصفر: يقطن حي النهضة العديد من الكفاءات من السكان ممن ساعدوا مجلس إدارة مركز الحي، سواء في تقديم الاقتراحات والاستشارات وإيجاد أفكار جديدة تسهم في الارتقاء بنوع الخدمات التي يقدمها المركز، والتي لا ترضي طموحات الأهالي فحسب، بل تسعدهم، ويحضر أعضاء المركز مجموعة من ورش العمل في مجالات متنوعة لأجل صقل مهاراتهم وإكسابهم الخبرة والدراية بشكل أكبر في كل ما يخص القطاع الخيري، كما يعقد مركز حي النهضة مجموعة من الشراكات المجتمعية مع القطاع العام والخاص والخيري كذلك، وذلك إيمانا منه بضرورة تضافر الجهود للوصول إلى أرقى مستوى ممكن من العمل الاجتماعي.
برامج متنوعة
من جهته، يؤكد نائب رئيس مجلس حي النهضة الدكتور رامي بخش أن مركز حي النهضة يقدم مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التي تخدم الحي بجميع فئاته، وينفذ منافسات رياضية عن طريق لجنته الرياضية ودورات لتنمية الموارد البشرية ولقاءات تثقيفية وتوعوية بالمجال الأمني والصحي والبيئي ويعمل على تأسيس ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتأصيل القيم العليا والمبادئ السامية والخلق النبيل، كما يحرص على توثيق الجوار؛ إذ يجمع بشكل دوري أهالي الحي للتعارف وتبادل الخبرات وقضاء أوقات ممتعة، كما يدأب المركز على المساهمة في حل المشكلات الأسرية عن طريق لجنة إصلاح ذات البين التي يتولاها متخصصون.
وتابع بخش: إضافة لذلك، يتبنى المركز المساعدة في حل المشكلات الأخرى الشائعة بالحي، سواء ما يخص الصرف الصحي أو تعديلات ملحة على الطرق والأرصفة أو نظافة وصيانة الحدائق العامة أو الازدحام المروري أمام المدارس.
البلدية.. معلومات تجميلية
وطبقا لبلدية أبحر الفرعية عبر موقعها على الإنترنت يشرف على أحياء المنطقة بلدية أبحر والتي أنشئت عام 1402هـ في الجزء الشمالي الغربي من محافظة جدة، في حي البساتين شمال ميدان الآية سابقا، ويبلغ عدد السكان المنتمين لها نحو 135 ألف نسمة تقريبا، فيما عدد الحدائق 142 حديقة موزعة على المخططات السكنية وأسماء الأحياء السكنية: النعيم، النهضة، المحمدية، الشاطئ، البساتين، المرجان، أبحر الجنوبي، كما تتميز المنطقة بوجود الكثير من المعالم السياحية والمشاريع الاستثمارية والمتنزهات والأسواق والمراكز التجارية والمدارس والمستوصفات والمرافق الحكومية، لكن رد الأهالي على المعلومات، جاء بأنها تجميلية، وأن الحدائق المنوه عنها أكثرها متصحرة أو ميتة أو غير فاعلة.
مكامن الخلل واضحة.. ولن يجد زائر الشمال صعوبة في الوقوف عليها، فضلا عن ساكنيها ممن يعانون نقصا في الخدمات، وإهمالا في صيانة ما توفر منها.
أحياء كالنهضة والنعيم والمحمدية والمسرة والبساتين وما جاورها، يقطنها نحو 150 ألف نسمة، تفتقر لخدمات الصرف الصحي، وتعاني كثرة انقطاع المياه، وأعطالا مستمرة في إضاءة الشوارع الداخلية، وانتشارا للفئران، وتحولت شوارعها وميادينها إلى ساحة للمخالفات المرورية، من تفحيط .. وتجاهل لأنظمة السير، إضافة إلى غياب الرقابة على المطاعم والبوفيهات التي تعج بمخالفات تهدد الصحة حسب ما أكده سكان الأحياء.
جولة ميدانية لـ «عكاظ» أظهرت الكثير من السلبيات التي شوهت رقي تلك الأحياء، وطالب عدد من الأهالي عبرها بتسريع عمليات ربط الصرف الصحي، قبل أن تتفاقم مشكلاته، خصوصا أن تلك الأحياء تقع في مناطق رطبة لقربها من البحر. ويجمع أهالي النهضة 1 و2، والنعيم 1 و2، والمحمدية 1 و2 و3، والمسرة، والبساتين وما حولها، على أهمية أن تسارع شركة المياه في تمديد شبكات الصرف، لتخليص الحي من استخدام الصهاريج الصفراء لشفط البيارات وما يخلفه ذلك من روائح كريهة وتكاثر للبعوض والذباب والحشرات. موصولين مطالبهم باهتمام البلدية الفرعية من خلال رصف الشوارع ومعالجة انقطاعات الإضاءة في الشوارع الفرعية، فضلا عن شكواهم من كثرة عكس الشوارع الداخلية والوقوف الخاطئ في الكتف الأيسر للشوارع الداخلية الرئيسية.
أهالي حي النهضة 2 لخصوا معاناتهم في كثرة المخالفات المرورية، خصوصا عكس الشوارع والوقوف على الكتف الأيسر للشوارع الرئيسية، وأشهرها شارع محمد بن أبي بكر، لوجود نشاط تجاري وإداري فيه ما يجعل الشارع يضيق للوقوف في الجانب الأيسر، فضلا عن الخطورة التي قد تسبب حوادث عند التجاوز من الجهة اليسرى، ولفت كل من محسن حسين وأحمد صالح وحسين صالح إلى غياب المساحات الخضراء والتشجير في الشوارع وتراكم النفايات نهاية الأسبوع، في حين تخنق روائح النفايات والبيارات الأهالي.
وشكا عدد من السكان نقص إمدادات المياه منذ بداية شهر ربيع الآخر الماضي ما دعاهم للجوء إلى شراء صهاريج المياه، فيما قال السكان في حي المسرة شمال حي النعيم إن حديقة الحي المحاذية للمسجد في منتصف الحي لا تلقى أي اهتمام وتعاني التصحر والإهمال من البلدية، فيما دعا أحدهم المرور إلى رصد مظاهر عكس الاتجاه والسرعة والتفحيط في بعض الأحيان من مراهقين في شارع الصفا الفرعي، والذي يحد شارع حي النهضة 2 من الجهة الغربية بمحاذاة طريق الملك شرقا.
بؤر عشوائية للمخالفين
في السياق ذاته، يعاني الحي الجنوبي من شارع حراء من وجود بؤرة عشوائية تعد مقرا للعمالة السائبة والأزقة التي لا تصلها المركبات لضيقها وتمثل الوجه المشوه للمنطقة رغم موقعها الإستراتيجي، وتقطن العمالة الوافدة وكثير من السائبة في منازل شعبية في ذلك الحي. ولفت أهالي النعيم إلى أن حي النعيم 1 الواقع شمال شارع حراء يعاني من الشوارع الفرعية شبه المغلقة، في حين أن الجزء الجنوبي من شارع حراء يعتبر بؤرة عشوائية تكثر فيها البيوت الشعبية والأزقة الضيقة وتعتبر سكنا دائما للعمالة الوافدة التي تمتهن أعمال السباكة والنجارة والبناء والكهرباء وخلافها من نوعية «ممارسة أي عمل وأي مهنة»،
ورغم هبوط أسعار العقارات بشكل ملحوظ في أغلب الأحياء، إلا أنه يكاد يكون محدودا في أحياء النهضة والنعيم والمسرة والبساتين وما جاورها، ويفسر عقاريون ذلك على اعتبارها أحياء حديثة وقريبة من الشوارع الرئيسة، وأهمها طريق المدينة وشارع الأمير سلطان وطريق الملك ما يجعل هذه المواقع إستراتيجية من المنظور العقاري.
النهضة.. مركز متكامل
ويصف عضو المجلس البلدي بجدة ورئيس مركز حي النهضة وعضو اللجنة التنفيذية لجمعية مراكز الأحياء بجدة حسن بصفر، حي النهضة بمتوسط الكثافة السكانية بنسبة تصل إلى نحو 54 ألف نسمة، ومن الناحية الجغرافية يحد الحي شمالا ضاحية البساتين، جنوبا شارع حراء، شرقا شارع الأمير سلطان، وغربا طريق الملك، ويعد حي النهضة من الأحياء القليلة التي بني فيها مركز حي نموذجي، تكفل ببنائه أبناء الشيخ المرحوم سليمان زقزوق على مساحة تقدر بـ 11000 متر مربع ومبنى يشكل 10% من إجمالي مساحة الأرض، التي تضم في مرافقها الخارجية ملاعب لكرة القدم والطائرة والسلة ومجموعة مِن الحدائق الصغيرة وألعاب الأطفال.
وأضاف بصفر: يقطن حي النهضة العديد من الكفاءات من السكان ممن ساعدوا مجلس إدارة مركز الحي، سواء في تقديم الاقتراحات والاستشارات وإيجاد أفكار جديدة تسهم في الارتقاء بنوع الخدمات التي يقدمها المركز، والتي لا ترضي طموحات الأهالي فحسب، بل تسعدهم، ويحضر أعضاء المركز مجموعة من ورش العمل في مجالات متنوعة لأجل صقل مهاراتهم وإكسابهم الخبرة والدراية بشكل أكبر في كل ما يخص القطاع الخيري، كما يعقد مركز حي النهضة مجموعة من الشراكات المجتمعية مع القطاع العام والخاص والخيري كذلك، وذلك إيمانا منه بضرورة تضافر الجهود للوصول إلى أرقى مستوى ممكن من العمل الاجتماعي.
برامج متنوعة
من جهته، يؤكد نائب رئيس مجلس حي النهضة الدكتور رامي بخش أن مركز حي النهضة يقدم مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التي تخدم الحي بجميع فئاته، وينفذ منافسات رياضية عن طريق لجنته الرياضية ودورات لتنمية الموارد البشرية ولقاءات تثقيفية وتوعوية بالمجال الأمني والصحي والبيئي ويعمل على تأسيس ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتأصيل القيم العليا والمبادئ السامية والخلق النبيل، كما يحرص على توثيق الجوار؛ إذ يجمع بشكل دوري أهالي الحي للتعارف وتبادل الخبرات وقضاء أوقات ممتعة، كما يدأب المركز على المساهمة في حل المشكلات الأسرية عن طريق لجنة إصلاح ذات البين التي يتولاها متخصصون.
وتابع بخش: إضافة لذلك، يتبنى المركز المساعدة في حل المشكلات الأخرى الشائعة بالحي، سواء ما يخص الصرف الصحي أو تعديلات ملحة على الطرق والأرصفة أو نظافة وصيانة الحدائق العامة أو الازدحام المروري أمام المدارس.
البلدية.. معلومات تجميلية
وطبقا لبلدية أبحر الفرعية عبر موقعها على الإنترنت يشرف على أحياء المنطقة بلدية أبحر والتي أنشئت عام 1402هـ في الجزء الشمالي الغربي من محافظة جدة، في حي البساتين شمال ميدان الآية سابقا، ويبلغ عدد السكان المنتمين لها نحو 135 ألف نسمة تقريبا، فيما عدد الحدائق 142 حديقة موزعة على المخططات السكنية وأسماء الأحياء السكنية: النعيم، النهضة، المحمدية، الشاطئ، البساتين، المرجان، أبحر الجنوبي، كما تتميز المنطقة بوجود الكثير من المعالم السياحية والمشاريع الاستثمارية والمتنزهات والأسواق والمراكز التجارية والمدارس والمستوصفات والمرافق الحكومية، لكن رد الأهالي على المعلومات، جاء بأنها تجميلية، وأن الحدائق المنوه عنها أكثرها متصحرة أو ميتة أو غير فاعلة.