-A +A
يتجاهل عبدالملك الحوثي كل نداءات العقل، وضرورات تغليب المصلحة العليا لبلاده. ليس لأنه على حق، ولكن لأنه أضحى أسيراً تماماً للمخططات الإيرانية الشريرة، التي لن يكون اليمن وحده وقوداً لها، بل تسعى لابتلاع دول الخليج والعالم العربي كافة. ولا يمكن لعاقل أن يغالط في شأن الجهود التي بذلتها السعودية منفردة، وعبر المحافل الأممية، ومن خلال علاقاتها الخارجية الواسعة لإخماد الحريق الذي كلما أوشك على الانطفاء أرخى الحوثي سمعه لسادته في طهران بضرورة تأجيجه. والخاسر الأوحد هو الشعب اليمني الذي بات فقره مدقعاً، وتوقفت حياته تماماً مع تعطل الصحة والتعليم والأمن. وعلى رغم ذلك فإن مساعي السعودية لمساعدة الشعب اليمني تتواصل بطرق ووسائل عدة لكن الغاية النهائية - وهي راحة اليمنيين وسعادتهم - لا تتحقق. لماذا؟ ببساطة لأن الحوثي يريد استمرار الحرب ما دامت إيران تزوده بالسلاح والمال والصواريخ. ولهذا فإن المجتمع الدولي بات متيقناً أن المخرج الأوحد يتمثل في قطع رأس الأفعى الإيرانية السامة، بتلقين إيران دروساً قاسية حتى تلتزم بالقرارات الأممية، ووقف أنشطة الزعزعة، والتخلي عن حلم الهيمنة على الخليج والعالم العربي. وفيما تستمر مقاومة العدوان الحوثي، تتواصل المساعي الغربية لبناء جبهة دبلوماسية موحدة لإلزام طهران بوقف برنامجها لإنتاج الصواريخ الباليستية، وتضييق الخناق على برنامجها النووي، وخنق محاولاتها ترسيخ نفوذها في سورية والعراق واليمن ولبنان. ما يجعل 2018 عام تأديب إيران.. وإعادة إعمار اليمن.