-A +A
واس (الرياض)
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية قامت على العناية بالقرآن الكريم ودعم المدارس القرآنية ونشر هداية القرآن والمحافظة عليها، منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، منوهاً بما تميزت به جائزة الموسى للتميز في المدارس والمعاهد القرآنية التي تأتي مواكبة وتحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة في خدمة القرآن الكريم وأهله.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في حفل تكريم الفائزين بجائزة الموسى للتميز في المدارس والمعاهد القرآنية في دورتها الثالثة، الذي أقيم يوم أمس (السبت) في مدينة الرياض، بحضور الأمين العام للجائزة الدكتور إبراهيم بن أحمد العامر، وأعضاء لجان الجائزة، وعدد من الأكاديميين والمستشارين والمختصين والمهتمين بالدراسات القرآنية، والمكرمين بالجائزة.


واستعرض في مستهل كلمته أهمية الوقف وأنه عبادة وشريعة لم تعرف في الشرائع السالفة، بل كان من سنن وشرائع محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، الخاصة التي استفادت منها الأمة بخصوصها، أمة محمد، واستفاد منها العالم بأسره، اقتداءً بهذه الشريعة والأحكام العظيمة، ولهذا فإننا في هذا اليوم نرى أثراً مباركاً لعمل سعد وعبدالعزيز بن عبدالله الموسى -رحمهما الله تعالى- وبارك في ذريتيهما ونفع بأعمالهما الصالحة التي خلفوها ومنها هذا الوقف الكبير الذي انتفع منه الناس ولله الحمد.

وقال: إن التطوع والمسابقة في الخيرات عبادة لله وإن كانت عند الغربيين وعند كثير يسمونها ثقافة لأجل تعليم الناس بها ولكن هي بالحقيقة عبادة، لافتاً إلى أنه من الأعمال الإيمانية العظيمة التي يحصل بها التعاون على البر والتقوى والخيرات العظيمة من بينها المحافظة على القرآن الكريم، وحفظ القرآن الكريم من التغيير والتبديل ثم حفظ الأمة بالقرآن.

وأضاف: "إن الله جل وعلا قد تكفل بحفظه كما قال الله تعالى: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ويكون ذلك بأمرين أمره الكوني حيث لا يبدل ولا يغير، والثاني بأمره الشرعي المخاطب بها هذه الأمة أن يحافظوا على هذا القرآن أمراً شرعياً ؛ فإذاً حفظ القرآن الكريم في هذه الأمة كان نتيجة أمر الله الكوني وأمر الله الشرعي تكاتف فيه ولاة المسلمين من الخلفاء والملوك من بعدهم إلى زمننا الحاضر".

وتابع: "إننا اليوم نرى مثل هذا العمل المبارك والبذل فيه والسعي في تميز المدارس والمعاهد القرآنية للرجال والنساء وللبنين والبنات نراه أصلاً من أصول الشريعة وليس عملاً ثانوياً؛ لأن حفظ القرآن الكريم في الأمة وحفظ الأمة بالقرآن لا يكون إلا بمثل هذه الأعمال الصالحة".

وفي ختام كلمته، جدد التأكيد على أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تشرفت بالقيام بالكثير من هذه الأعمال امتثالا وأداء للواجب وأداء للأمانة، ثم -وهو الأعظم- طلب رضا الله جل وعلا في المحافظة والحفاظ على هذا القرآن الكريم؛ لذلك هنيئاً لنا جميعاً بهذا الأمر العظيم الذي منحنا الله جل وعلا السعي والبذل والعطاء والتعاون فيه، وأن يكون الخير مشتركاً فإن الله جل وعلا يدخل بالسهم الواحد ثلاثة أنفار في الجنة كما ثبت في الحديث الحسن أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به والممد به).

وكان الحفل قد بُدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الجميع عرضاً مرئياً عن الجائزة وتاريخها ومراحلها وأهدافها، كما ألقى الأمين العام للجائزة الدكتور إبراهيم بن أحمد العامر كلمة شكر فيها الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على رعايته للحفل، كما نوهّ بالدعم الكبير والمتواصل لأعمال الجائزة من مجلس إدارة وقف الشيخين سعد وعبدالعزيز الموسى.

وفي نهاية الحفل، قام راعي الحفل الشيخ صالح آل الشيخ بتوزيع الجوائز على الفائزين، كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.