جاءت أرقام أداء الميزانية العامة خلال الربع الأول من العام 2018، التي أعلنها وزير المالية محمد الجدعان أمس، مفعمة بالبشريات والوعود والآمال العريضة، إذ أكدت تقدماً ملحوظاً في المبادرات المالية التي خططت لها الحكومة في برنامج التوازن المالي. وكانت بحق أرقاماً تبعث في النفس السرور والاطمئنان إلى أن السعودية ماضية في الاتجاه السليم، بخطى واثقة لبلوغ غايات «رؤية 2030». فقد سجلت الإيرادات خلال فترة التقرير قفزة بنسبة 15% عن الفترة المماثلة في 2017، إذ بلغت 166.2 مليار ريال. والأكثر إثارة للإعجاب والرضا أن الإيرادات غير النفطية، وهي أبرز أهداف رؤية 2030، قفزت بنسبة 63% عن نظيرتها في 2017. ويؤكد ذلك نجاح المساعي المستمرة لتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاستدامة المالية، ونجاح إستراتيجية تنمية الإيرادات. وكان ملحوظاً أيضاً في أرقام وزارة المالية أمس انضباط النفقات الحكومية، واتزان الإنفاق الحكومي، ورفع كفاءته. ومن شأن ذلك كله أن يعزز معدلات النمو الاقتصادي، ويزيد الفوائد المرتقبة من خطط الإنفاق الحكومي. ويعني ذلك ببساطة أننا بدأنا نقطف ثمار رؤية 2030 والبرامج المتصلة بها. وهو نجاح ينبغي ألا يدفعنا للتراخي، بل يجب أن يزيد عزيمتنا على تحقيق كامل أهداف خطة إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني السعودي، التي تولي أهمية كبيرة لتنمية الإنسان السعودي وتطويره، ما سينعكس خيراً عميماً علينا وعلى أفراد أسرنا ومجتمعنا الكبير، وبلادنا المترامية الأطراف.