-A +A
لا شك في أن القرار الأمريكي الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب أمس بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي عول عليه نظام الملالي كثيراً، واستثمر أمواله التي بلغت المليارات في دعم وتمويل الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أعاد العداوة التقليدية بين واشنطن وطهران على الأقل على المدى القريب.

فالاتفاق الذي راهن عليه نظام ولاية الفقيه خصوصاً حسن روحاني، لفظ أنفاسه الأخيرة، ومن ثم - وبحسب محللين مهتمين بالشأن الإيراني - فإن نظام الملالي سيخسر كل شيء بعدما بنى خططه الاقتصادية على استمرار هذا الاتفاق، وفتح المجال أمام عودة الاستثمارات وحركة التجارة الخارجية، وهكذا فإن الموقف الأمريكي ضرب الاتفاق في مقتل، وأحاله جثة هامدة، وهو ما سيخلف تبعات سياسية سلبية على النظام من شأنها أن تؤدي على المدى المنظور إلى تأجيج الانتفاضة الشعبية وتطورها.


النتائج المترتبة على القرار الأمريكي ربما تقود في حدها الأدنى إلى الإطاحة بنظام روحاني، وتنامي صراع الأجنحة الذي بدا أخيراً ينخر في جسد أركان النظام، وهو ما يمثل بداية النهاية لهذا النظام الفاشي الذي بدد الثروات على الإرهاب، ودفع بأعداد غفيرة من الإيرانيين إلى السكن في عشش الصفيح، وفاقم أعداد البطالة.