ترمب ومحمد بن سلمان.. توافق في الرؤى.
ترمب ومحمد بن سلمان.. توافق في الرؤى.
-A +A
عبدالله آل هتيلة (أبها)ahatayla2011@
ما إن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، إلا وتوجهت بوصلة وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، بقراءاتها وتحليلاتها، وأصوات مراقبيها وخبرائها صوب المملكة، تشير إلى نجاح قيادتها ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيادة عزل وتحجيم إيران، وتلقينها درساً في كيفية إدارة الأزمات، ومواجهة التحديات وإيقاف كل من يريد بالعالم شراً ويحاول زعزعة أمنه واستقراره، ليس عند حدوده فقط، وإنما في عقر داره بقرارات ومواقف، هي بمثابة صفعات عسكرية وأمنية واقتصادية.

ويأتي قرار ترمب الجريء، ليؤكد أن السياسة السعودية الهادئة نجحت وبامتياز في التعاطي مع الملف الإيراني المتشعب، باعتبار نظامها الإرهابي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويشكل خطراً على المنطقة، بعد أن ثبت أنه نظام يدعم الإرهاب وأذرعه في اليمن وسورية ولبنان والعراق، بل وصل إلى بعض الدول الأفريقية، التي تطالب بمن ينقذها من سياسة النظام الطائفية، وبعد أن أيقن العالم أجمع أن إيران لا تريد للحروب التي أشعلتها في المنطقة أن تنطفئ، ومعها بعض أذنابها المستفيدة من الفوضى حتى ولو كان على حساب قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.


ولأن المملكة تسعى جاهدة ومعها قوى إقليمية وعالمية إلى مواجهة التحديات الإيرانية المزعزعة للدول والشعوب، جاءت تحركات الأمير محمد بن سلمان الإيجابية التي لاقت أصداءً عالمية بعيداً عن البهرجة وفرد العضلات، مستخدماً سياسته الحكيمة الهادئة بعيداً عن الشعارات الزائفة التي هي عنوان نظام الملالي في طهران. ونجح ابن سلمان وبهدوء في إقناع العالم وبأدلة واضحة ومقنعة بخطورة إيران وأذرعها، وتمخضت زياراته الماراثونية إلى عدد من دول العالم عن مواقف صلبة من الدول الحليفة، جميعها تؤكد ضرورة التصدي لهذا النظام الذي جوّع شعبه ونكل به، في وقت يدعم بالمليارات الإرهاب والتسليح النووي، الذي يهدد العالم والمنطقة.

وفي الوقت الذي كان محمد بن سلمان يزور الأصدقاء من الزعماء والساسة، كان يؤكد في كل مرة أن المملكة لم ولن تسمح لأية دولة بانتهاك سيادتها أو تتدخل في شؤونها أو تهدد مصالحها، أو تؤثر على أمن وأمان شعبها، وهي رسالة أوصلها ولي العهد واضحة جلية وترددت أصداؤها في أرجاء العالم، وهو بذلك يلمّح إلى أن الحلول السياسية التي تفضلها المملكة دوماً، إن لم تنجح فإنها بمكانتها وهيبتها وقوتها، وبتكاتف شعبها مع قيادته قادرة على مواجهة التحديات الإيرانية، وهنا يقول خبير عسكري: «من الأفضل لإيران ألا تجرب غضب المملكة».

الخلاصة، أن ترمب أصدر قراره الشجاع وهو ما يؤكد نجاعة سياسة المملكة الهادئة، التي دائماً ما تؤمن بالنتائج دون الالتفات لعربدة النظام الإيراني وأساليبه الرخيصة التي كان نتاجها عزلة لن تنفك، واقتصاداً منهاراً لن يتعافى، وضعفاً ووهناً لن يقوى، ما لم تعد إلى جادة الصواب، وتتخلى عن برنامجها النووي وتدخلاتها السافرة، وإطفاء نار الحروب التي أشعلتها بعنصريتها وطائفيتها وأطماعها الوهمية . ولم تكتفِ المملكة بنجاح دبلوماسيتها على مستوى العالم فقط، بل أثبتت ومن خلال النهج الذي يؤكده ابن سلمان في كل مرة أنها ستستخدم قوتها إن لم تجد في هذه الدبلوماسية ما يحقق لها ودول المنطقة الصديقة الأمن والاستقرار.