جاء الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء إدارة مشروع جدة التاريخية وارتباطها بوزارة الثقافة المولودة حديثاً، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها كضمادة لجراحها، والتي نزفت من حضورها الأثري والتاريخي بسبب حرائق عدة.
وبإنشاء الإدارة من المتوقع أن يتوقف مسلسل خسارة المنازل التاريخية في جدة فكان أول حريق في ستينات القرن الماضي بمنزل الصنيع، وتدافع المواطنون وقتها لإخماد الحريق واتت الحرائق على منازل الحجازي، وسلامة، بيت بهلولي، بيت القاضي، وعمارة باقحوم، منزل باعثمان، بيت باطرفي، منزل بامطهر، كما أصاب بيت سلامة، بيت أبو الحمائل، بيت الجخدار، الريري، بيوت العمودي، وهو الذي كان يسمى بيت عطية سابقا، وبيت أبو زنادة والصعيدي.
كما التهمت النيران منزل آل شحاتة الأثري، وأصابت وقف آل نصيف، فيما تضرر بيت بهلولي وبيت القاضي وعمارة باقحوم ومنزل باعثمان وبيت باطرفي ومنزل با مطهر، وبيت سلامة وبيت أبو الحمائل، وبيت الجخدار والريري، وبيوت العمودي، وهو الذي كان يسمى بيت عطية سابقا، وبيت أبو زنادة. وطالت النيران أيضا أجزاء من منزل ريري الأثري والمصنف من الدرجة الثانية، وذلك إثر اندلاع حريق في الدور الثاني، وانتقل إلى أجزاء أخرى من المبنى قبل أن تنجح فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني في جدة من إخماده وإنقاذ المبنى التاريخي.
وتواصل النزف بحريق بيت الجدار، وهو عبارة عن ثلاثة منازل تاريخية سقط منه جزء وتبقى منزلان أثريان مصنفان من ضمن المباني الأثرية من الدرجة الأولى والثانية، كما فقدت منزل قطاب الذي احترق سابقا، ومنزل الكابلي، ومنزل ورثة باقيس، وقبل ذلك التهمت النيران منزل يعود إلى أسرة الدخاخني وقبله عدة منازل، منها منزل البغدادي الشهير، والذي قضت عليه النيران كاملا.
ولم يشفع دخول المنطقة التاريخية في جدة إلى قائمة التراث العالمي في إنقاذ مبانيها الأثرية من الحرق والانهيار، إذ خسرت المنطقة في سنوات قليلة أجزاء عزيزة من ذاكرتها بفقد عشرات المنازل الأثرية ذات القيمة العالية والطابع المعماري الأصيل.
وتشير إحصاءات «عكاظ» إلى أن التاريخية فقدت نحو 207 مساكن أثرية وتاريخية جزئيا وكليا بالانهيار أو الحريق الكامل، إذ صنفت المنازل في قائمة «ماثيو» القديم، الذي ضم بشكل تقريبي 557 منزلا تبقى نحو 349! وقسم تصنيف ماثيو منازل جدة الأثرية إلى ثلاثة، الدرجة الأولى ذات مبان مهمة على مستوى الدولة، وهي مبان فريدة من نوعها، والثانية مبان ذات أهمية إقليمية، والدرجة الثالثة مبان ذات أهمية محلية غير انه تم إلغاء التصنيف أخيرا لتصبح جميع منازل جدة القديمة التي تقع في جدة التاريخية جميعا في فئة واحدة كونها مباني أثرية تاريخية.
وأكدت آخر الإحصاءات الصادرة عن أمانة جدة وجود 616 مبني تاريخياً وتراثياً يوجد بينها 52 مبني آيل للسقوط و38 منهارة جزئينا. إضافة الى 100 مبني مسلح تراثي شيدت قبل 1950م. أيضا وجد في المنطقة 400 مبني تقليدي.
وأنهت امانة جدة منذ عامين دراسات في المنطقة التاريخية قسمت الى مرحلتين، الأولى تضمنت تحديد اهم المسارات السياحية في المنطقة واهم المعالم. اما الثانية فكانت عبارة احصاء للمباني التاريخية الموجودة، وتم عمل رفع مساحي بنظام الليزر لوجهات المباني، وبعدها تم تحديد المشاريع مثل مسار الحج، باب شريف، ترميم المباني.