الجندي أول عائض الغامدي خلال تلقيه العلاج. (عكاظ)
الجندي أول عائض الغامدي خلال تلقيه العلاج. (عكاظ)
-A +A
عبدالهادي الرزقي (الطائف) okaz_online@
لم يتردد الجندي أول عائض الغامدي الذي يعمل في الدوريات الأمنية في محافظة الطائف، لحظة واحدة في مواجهة الموت، وهو يقف وجها لوجه أمام الجاني الذي قتل الشهيد رجل المرور عبدالله السبيعي، وذلك ليقينه وإيمانه بأنه أحد الجنود الذين نذروا أنفسهم للتضحية بأرواحهم في سبيل خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، وأن محاولة أي إرهابي أو جان في الاعتداء على حرمة الدين أو الوطن أو الآمنين، لن تزيدهم إلا إصرارا في التضحية بكل ما يملكون وسيقفون سدا منيعا في وجه من تسول له نفسه الاعتداء على وطنهم.

وأوضح الغامدي (23 عاما) بعد علاجه في المستشفى إثر إصابته في الحادثة، أنه واجه الجاني وجها لوجه، ولم يفصله عنه سوى مسافة لا تزيد على 10 أمتار، وكان وقتها الجاني يحاول النيل منه ومن زملائه بوابل من الرصاص يطلقها عليه، وعلى زملائه، رغبة في الفرار من الموقع.


وسرد الغامدي بداية المواجهة مع الجاني بعد تلقيه أوامر الانتقال إلى مسرح العملية بعد بلاغ عن شخص تهجم واعتدى على أحد رجال المرور وفراره هاربا باتجاه شارع الستين، وقال على الفور تم التحرك نحو الهدف بسرعة بالغة وشاهدنا أنا وزملائي دورية المرور واقفة في شارع الستين بالقرب من مبنى الحرس الوطني فاتجهت مباشرة إلى الباب ووجدته موصدا، ليطلق الجاني وابلا من الرصاص تجاهنا.وأضاف «قفزت على الكشك الخاص بحارس البوابة وطلبت من الموجودين بالداخل فتح الباب، ليفتحه أحدهم سريعا، فيما اتجهنا أنا وزملائي بحثا عن الجاني الهارب، ورصدناه داخل إحدى الغرف بعدما احتجز أحد أفراد الحرس كرهينة، وحاول الحصول على سلاح، لأباغته بطلقات عدة لإنقاذ الرهينة، وإصابة الجاني، الأمر الذي أفزعه فخرج من الغرفة بعد سماعه دوي الطلقات باتجاهه، وبدأ في إطلاق الرصاص عشوائيا على أمل إصابتنا، لأواجهه وجها لوجه، وبدأنا في التصويب نحوه، وكانت طلقاته تصطدم بالجدار وترد في ظهري، والحمد لله أنني نجحت في إصابته، ليسقط أرضا، ثم انقضضنا عليه أنا وزملائي للإمساك به، ونقله للدورية مباشرة».

وأوضح أنه تلقى العلاج اللازم، وكانت إصابته طفيفة وخرج من المستشفى وتم إعطاؤه إجازة ومدة الشفاء 15 يوما.