-A +A
من أبشع الممارسات وأكثرها وجعاً، هي ممارسة الخيانة، لأنها انتهاك صريح للعلاقة الطبيعية والأصيلة في كينونة الإنسان في علاقاته بالآخر إنسانا وترابا.

وعندما يخون الإنسان وطنه فإنه يقطع آخر علاقة له بجذوره ويمضي في سديم البؤس إلى ما لا نهاية.


وقد أثبتت الأحداث وشواهد التاريخ بأن من يخون وطنه سيخون كل شيء.

لذلك جاء توضيح النيابة العامة أمس الأول في بيانها حول الموقف من الموقوفين الـ17 شافياً ووافياً، لأنه أثار سؤالا عن فظاعة عمل هؤلاء، كما أنه أثلج صدور المواطنين بأن أمن وطنهم وأمانهم في أيد آمنة.

هذا البيان قطع الطريق على كل التخرصات والنوايا الخبيثة التي روجت في الدفاع عنهم وتبرير خيانتهم، فقد جاءت الاعترافات بألسنتهم والدلائل والشواهد أثبتت كل شيء عليهم.

إن بيان النيابة العامة بقدر ما هو تصريح واضح بأن للوطن جنوده التي تحميه فإنه يؤكد أيضا أن كل شيء يسير بما يحقق العدالة ويضمن الحقوق وبما لا يخل بأمن الوطن وأنظمته ومصالحه.