قابل الشعب الأردني بالبشر والرجاء مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لإنقاذ الأردن من الأزمة الاقتصادية التي تهدد أمنه وسلمه الاجتماعي. وهي من خصائص القيادة الحكيمة للملك سلمان الذي يرأس القمة الرباعية. فقد نجحت القمة التي تزعمها ليل الأحد بجوار بيت الله الحرام، بمشاركة أمير الكويت، ونائب رئيس الإمارات، والعاهل الأردني، في إطفاء الحريق الأردني الذي نجمت عنه اضطرابات مثيرة للقلق، أسقطت حكومة هاني الملقي، وجاءت بحكومة عمر الرزاز لتواجه استحقاقات شروط قاسية فرضها صندوق النقد الدولي لإصلاح الخلل في هياكل الاقتصاد الأردني. ومن شأن «اتفاق مكة»، الذي قدم إلى الأردن تعهدات بـ2.5 مليار دلار، أن يحلَّ كثيراً من العقد التي تعرقل الحياة المعيشية للشعب الأردني. ولعلّ أبرز بنود الاتفاق تتمثل بوضع وديعة كبيرة لدى البنك المركزي الأردني، وتقديم ضمانات للبنك الدولي بشأن الأردن. وهو -في نهاية المطاف- نموذج رائع لنهج خادم الحرمين الشريفين حيال نجدة الأشقاء في أوقات الضيق والشدة، وفي ما يتعلق بإخماد الحرائق التي تهدد بتدمير المنطقة التي لا تنقصها المخاطر، من حرب سورية، ومطامع إيران، وآفة الإرهاب والتطرف، ومؤامرات قطر وشركائها. ومن المؤكد أن على الحكومة الأردنية الجديدة البناء على هذا الاتفاق لتوفير حلول مستدامة للمشكلات التي تهدد استقرار الأردن من وقت لآخر.