-A +A
ألم يئن الأوان لبعض الدول الصغيرة جدا جدا في المنطقة أن ترعوي عن غيها، وتثوب إلى رشدها، وتعلم أن كل خطوة شريرة تقدم عليها تجاه الغير، ظانة أنها أتت بما يعجز الآخرون عن مقارعته، هو ضرب من الخيال وجنون العظمة الذي لا شفاء منه، فلدى الآخرين نفس طويل تعجز عنه، وقدرة متمكنة على لجم ممارساتها الرخيصة، وذلك عبر الطرق القانونية الدولية في الهيئات المتخصصة.

فما قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر) من رفع قضية المجال الجوي السيادي للدول العربية الأربع مع قطر إلى محكمة العدل الدولية، بدعوى عدم اختصاص منظمة الطيران المدني الدولي التي رفعت إليها قطر القضية بهذا الموضوع، يعد صفعة قوية في وجه أساليب المخادعة والالتفاف التي تمارسها قطر، ظانة أنها ستجديها نفعا في إنهاء المقاطعة العربية لها دون تحقيق الشروط والالتزامات المتوجب عليها الوفاء بها، وأهمها فك علاقتها بالجماعات الإرهابية، وعدم التدخل في الدول العربية من أجل زعزعتها.


إذا ظنت تلك الدولة الصغيرة جدا أنها فقط من يفهم في دخائل وسائل التقاضي الدولية، فهي واهمة؛ إذ هناك من لديه القدرة على قلب الطاولة عليها وجعل كل أوهامها وبالا عليها. وآن ذاك لا تلومن إلا نفسها.