-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة - المدينة المنورة) Okaz_online@
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي بتربية الأمة على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة من خلال الاقتداء بالقدوة الصالحة والمؤثرة، والاهتداء بها في الخطاب والمنهج والتطبيق من أعظم العوامل والأسس التي تسهم مساهمة عميقة في بناء الشخصية المسلمة المعتزة بدينها وثوابتها وانتمائها وتاريخها، ولأهمية عامل القدوة الصالحة وأثره الفاعل في التكوين والتربية والبناء.

وأوضح أن أعظم القدوات الذين أشاد الله بهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد صح في الخبر الأمر بالصلاة عليه وعلى ذريته وزوجاته وأصبحوا كذلك قدوة في العالمين، مستشهداً بقوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ)، وقوله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، مشيراً إلى أن من أجلّ القدوات النبوية من أهل بيته ابنته السيدة الشريفة الفاضلة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعن أمها المباركة خديجة وصلى الله على أبيها وسلم. وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إن المسلم المؤمن قوي بإيمانه ثم هو قوي بإخوانه، المسلم يركن إلى إيمانه بربه في الشدائد والكربات ويعتصم بإيمانه بربه عند ورود الشبهات والشهوات ويستبصر بإيمانه في ظلمات الفتن والملمات ويحفظه الله بإيمانه في حال الرخاء والصحة والفراغ من السقوط والتردي في المتع والمحرمات وينال بإيمانه بربه أعلى الدرجات بعد الممات، مستشهداً بقوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)، وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)، كما أن المؤمن قوي بإخوانه فأخوة الإسلام أقوى من أخوة القرابة بالنسب، ولذلك ينقطع التوارث بين المسلم والكافر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم) فأخوة الإسلام أعظم رابطة وأشد صلة.


وأكد الشيخ الحذيفي أنه لن تستقيم الحياة إلا بالقيام بحقوق أخوة الإسلام فالواجبات منها ما هو للرب جل وعلا وهو الواجب الأعظم بتوحيد الله وعبادته ومنها ما هو للخلق وحقوق المسلمين على ثلاث درجات أعلاها الإيثار وهو تقديم حاجة المسلم وحقه على حق النفس وهذه الدرجة فاز بها المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم، والدرجة الوسطى من درجات الأخوة الإسلامية أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، عن أَنسٍ رضي الله عنه عنِ النبي صلى الله علَيه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وأدنى درجات القيام بحق المسلم أن تكف شرك عنه فلا تظلمه في دم ولا مال ولا عرض ولا تقع بلسانك فيه ولا يدك ولا تبخسه حقا له ولا تمنعه من حق له مع بذل ما يوفقك الله له من الخير.