ما إن علقت السعودية جميع شحناتها النفطية التي كانت تمر عبر باب المندب، عقب تعرض ناقلة نفط سعودية لاعتداء إرهابي من ميليشيات الحوثي، حتى بدأ يوم عمل جديد للخلايا الإلكترونية المنخرطة في ماكينة الدعاية القطرية، والذين يطلق عليهم السعوديون «خلايا عزمي»، وخرجوا بتغريدات موحدة في الشكل والمضمون، في مشهد يؤكد حالة الارتباك التي بدا يعاني منها منبع الخلايا الإلكترونية. «عكاظ» رصدت عشرات المعرفات التي نشرت ذات التغريدة في وقت واحد والتي انطلقت الخميس الماضي، ولم يكن مفاجئاً أن تكون المعرفات التي اشتركت في بث التغريدة، المعدة في المطبخ القطري، من مصادر مختلفة (موالين لحزب الله، الحوثي، النظام القطري، الإخوان المسلمين)، بيد أن ما يجمعهم هو مناهضة مشروع الاعتدال السعودي في المنطقة. وتأتي فضيحة «التغريدة الموحدة»، بعد سلسلة فضائح توالت على النظام القطري، إذ عززت ما يؤكده السعوديون بأن النظام القطري وراء إنشاء معرفات وهمية تبث خطاب الكراهية والتحريض بين السعوديين كحساب مجتهد، الذي فضحته أيضاً في التغريدة الموحدة، إضافة إلى المنشق السعودي محمد المسعري المتورط في عدة قضايا مع النظام القطري، والإخواني المصري محمود خفاجي، علاوة على عشرات الحسابات التي تتوارى خلف الأسماء المستعارة. واستخدم النظام القطري الخلايا الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر، وانشأ «حسابات سوداء» لبث خطاب الكراهية والإحباط والتحريض في الداخل السعودي، بيد أن السعوديين كانوا بمثابة حصن منيع أمام دعايات الفتنة والتحريض.