-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة) okaz_online@
أوصى أماما وخطيبا المسجد الحرام والمسجد النبوي، باستغلال العشر الأول من ذي الحجة لما فيها من خير عظيم، وحثا المسلمين على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد فيها، وصلة زد والصدقة والإكثار من النوافل.

وقال خطيب المسجد الحرام الدكتور فيصل غزاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: «نحن الآن قد أظلنا موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام العشر الأول من ذي الحجة وهي أفضل الأيام التي خلقها الله على الإطلاق وأفضل أيام الدنيا كما بين ذلك صلى الله عليه وسلم أنها أيام خير وفوز وفلاح فمن أدركها وتعرض لنفحاتها سعد بها وهي فرصة عظيمة للتزود والاغتنام واستدراك ما فات وموسمها مشترك بين الحاجين والقاعدين».


وأضاف: «على كل مسلم أن يري الله من أنفسنا خيراً خصوصاً في هذه الأيام العشر التي أقسم الله بها في كتابه فقال عز من قائل «والفجر وليالٍ عشر» وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها بقولة «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسة وماله فلم يرجع بشيء»، فاكثروا من التهليل والتكبير والتحميد.

وأشار غزاوي إلى أن من الفطنة أن يختار المسلم من الأعمال الصالحة التي أحبها إلى الله تعالى فيتقرب إليه بها فالعمل في العشر محبوب أياً كان نوعه، فيشرع فيها التسبيح والتهليل والتكبير والذكر والاستغفار وقراءة القرآن الكريم والصيام والصدقة والدعاء وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوبة إلى الله والاهتمام بالأعمال القلبية ومنها الصدق والإخلاص والصفح والعفو والتخلص من الحقد والشحناء والبغضاء وسائر المعاني المبذولة التي لا يحبها الله.

وأكد أمام وخطيب المسجد الحرام، أن من فضل الله على الأمة أن شرع لها موسماً عظيماً من التجارة الرابحة يتنافس فيه المتنافسون ويربح فيه العاملون ويجتمع فيه شرف الزمان وشرف المكان، أما الزمان فالأشهر الحرم وهي ذي القعدة ذي الحجة والمحرم ورجب، وأما شرف المكان فهذه مكة البلد الحرام أقدس بقعة على وجهة الأرض، وهي مقصد كل عابد ذاكر حرمها الله على خلقه أن يسفكوا بها دماً حراماً أو يظلموا فيها أحداً أو يصيدوا صيدها أو يقطعوا شجرها وفي هذه الأجواء المباركة يأتي موسم حج بيت الله العظيم الذي جعل قلوب الناس تهوي إليه وترقُّ لذكره وتخشعُ عند رؤيته إجلالاً لله وتعظيماً لشعائره.

وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، في خطبة الجمعة عن فضل الحج بوصفه طاعة لله، وعملاً يتقرب فيه العبد إلى ربه ابتغاء مرضاته وجنته، حاثاً على اغتنام الخير العظيم في أيام العشر من ذي الحجة بالطاعة وذكر الله وبذل الخيرات والإحسان وصلة الأرحام والصيام.

وقال إن بالحج محو أدران الذنوب والخطايا، إذ قال صلى الله عليه وسلم: «والحج يهدم ما كان قبله» رواه مسلم. كما أن الحج طهرة لأهله ونقاء، قال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». متفق عليه، موضحاً أن الحج مجمع الإسلام الأعظم، يربط حاضر المسلمين بماضيهم ليعيش العباد أمة واحدة مستمسكين بدينهم، ولا طريق لذلك إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، والسير على منهج سلف الأمة، وفي الحج تتلاشى فواصل الأجناس واللغات والألوان وتضمحل، ويبقى ميزان التفاضل هو التقوى، قال تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

ونوه إمام وخطيب المسجد النبوي بإن الحج مدرسة لتحقيق الاتباع والتأسّي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فلا نسك ولا أي عبادة أخرى على التمام والكمال إلا ما فعله عليه الصلاة والسلام وكان على هديه، مؤكداً أن الحج طاعة يصحبها طاعات، مليء بالمنافع والعبر والآيات، ففيه إخلاص القلب لله تعالى، وتسليم النفس له عبودية ورقاً، مبيناً أن المسلم يعتزّ بدينه وينأى بنفسه عن أفعال الجاهلية وسلوكهم، وفي الحج تأكيد على ذلك تلو تأكيد.