-A +A
أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@
كشف قائد مركز عمليات الدفاع المدني بالحج العقيد الدكتور محمد بن عبدالعزيز أبوعباة، أن الدفاع المدني يقوم هذا العام بمتابعة حركة الحجيج عبر المراقبة الجوية في المشاعر والعاصمة المقدّسة، وذلك من خلال إضافة المتابعة الجوية لخدمات مركز عمليات الدفاع المدني بالحج هذا العام، لإيجاد تجانس بين المراقبة الأمنية والمتابعة الجوية في المشاعر والعاصمة المقدسة، مبيناً أنه تم تمثيل الدفاع المدني في المراقبة التلفزيونية عبر عناصر تتولى مهام المراقبة المخصصة لأعمال الدفاع المدني.

وأوضح العقيد الدكتور أبو عباة، أن انضمام مركز عمليات الدفاع المدني بالحج إلى المركز الوطني للعمليات الأمنية الموحدة بمنطقة مكة المكرمة، مكّنه من استغلال الإمكانات والتقنيات والنظم المتطورة المتوفرة لديه مثل نظام إدارة الحوادث، وهو من الأنظمة ذات الترابط والتكامل، بحيث إنه بمجرد ما يظهر رقم المتصل يتم تحديد موقعه الجغرافي، وبناء على الموقع ينتقل مباشرة البلاغ إلى القناة المخصصة له، مبيناً أن جميع هذه المراحل تتم خلال زمن وجيز سواءً فيما يتعلق بأعمال الإنقاذ أو الإطفاء أو السلامة، وأنه أثناء إدارة الحدث يتم تمرير المعلومات للجهات الخدمية أو الجهات الأمنية مثل الشرطة والمرور وشركة الكهرباء والهلال الأحمر والأمانة.


وأشار إلى أن هذا النظام تم بناءه وفقاً لنظم المعلومات الجغرافية المزودة بكافة مواقع الجهات الخدمية والأمنية أو العسكرية وعلى جميع المستويات، الأمر الذي من شأنه تمكين إدارة نظام الحوادث من تحديد أقرب فرقة جاهزة لتقديم خدمات الدعم والإسناد.

وأضاف أن مركز العمليات الموحدة يوفر كذلك أنظمة تتبع المركبات من خلال نظام تترا، حيث تُمكِّن هذه الأنظمة الأجهزة الأمنية ومنها الدفاع المدني من التأكد من سلوك المركبات للطريق الصحيح لموقع البلاغ، مبيناً أن هذا النظام يسهم في تحقيق الجودة بمفهومها الشامل عن طريق متابعة دوريات السلامة، ومتابعة العاملين في مجال الإشراف أو الكشف الوقائي، إذ يتم من خلال أجهزة الاتصال اللاسلكي ويتم التعرف على المواقع التي يسلكونها ويباشرون العمل فيها.

ونوه بمجموعة من أنظمة التحكم الرئيسية وأنظمة البيانات وأنظمة إدارة الكوارث، التي تمكن الدفاع المدني من تبادل المعلومات بدقة متناهية وسرية تامة وعلى كافة الصعد والمستويات بما يتلاءم مع مستوى الحدث.

إضافة إلى نظام المراقبة الأمنية الذي يمثل الحماية والسلامة والوقاية من الخطر بمفهومه الشامل، وهو نظام يعتمد بشكل أساسي على الكاميرات الرقمية علية الدقة المنتشرة في كافة الأماكن والطرق بعناية وبناءً على دراسات مستفيضة لكافة المواقع، حيث يوجد ربط لمواقع المسجد الحرام والعاصمة المقدسة إضافة إلى المشاعر (منى ومزدلفة وعرفات) ويلبي كافة الجوانب الأمنية، وجوانب السلامة وأنظمة المرور.

وأشار إلى أن نظام المراقبة الأمنية يُمكِّن الدفاع المدني من متابعة الأحداث والوقوف عليها حال وقوعها لسهولة نقل الصور من الكاميرات من موقع إلى آخر، ومتابعة من موقع كثافات الحشود لحسن اختيار الطرق المثلى المناسبة لسلوك مركبات الطوارئ وفق الطاقة الاستيعابية للطرق، إضافة للتأكد من وقوف آليات الدفاع المدني بالشكل الصحيح ودخولها في المسارات الصحيحة.

وبيَّن العقيد أبوعباة، أن الدفاع المدني يعول كثيراً على هذه الأنظمة والتقنيات الحديثة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ويعمل على استغلالها واستثمارها بالشكل الأمثل في ظل توحيد قواعد البيانات وإسهامها في معدل سرعة الاستجابة في ظل توفير رقم اتصال موحد وهو (911) بمنطقة مكة المكرمة، حيث أنه يصعب على الحجاج والزوار من خارج المملكة الإلمام بكل أرقام الطوارئ السابقة مثل رقم الدفاع المدني وغيره، كما أن دمج الأرقام في رقم واحد يسهل عملية استقبال هذه البلاغات وبعدة لغات أساسية تخدم ضيوف الرحمن، كما يوجد عناصر نسائية في عملية تلقي البلاغات لمساعدة المبلغين من النساء والأطفال في استقاء المعلومات.

ولفت أبو عباة أن مركز العمليات يقدم خدمات إنسانية تتمثل في وجود مستشارين في الجانب الصحي من الهلال الأحمر لتقديم النصائح اللازمة للتعامل مع الحالات لحين مباشرة البلاغ من قِبل المختصين، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في الحفاظ على سلامة الأرواح.

وذكر العقيد أبوعباة، أن الدفاع المدني يسعى إلى توظيف جميع الأنظمة مثل الارتباط بالشبكة العريضة للبيانات، لافتاً إلى أن بعض أجهزة الاتصال مزودة بكاميرا تُمكِّن العاملين في الميدان من إضافة بث مباشر بالصوت والصورة من قلب الحدث لنقلها إلى مركز العمليات، حيث أن حامل الجهاز ليس بحاجة لتحديد موقعه لأنه متصل تلقائياً بمركز العمليات وتتم مشاهدة موقعه.

وأوضح أن المركز يضم 160 شاشة جدارية يشرف عليها 120 مراقباً، وبإمكان كل مراقب مشاهدة عدد كبير جداً من المواقع في نفس الوقت، ويتم التحكم بمواقع الكاميرات حسب الأهمية وحسب تنقلات الحجاج، مبيناً أن عملية المراقبة مدروسة بعناية فائقة، حيث أنه أضافة إلى المراقبة الأمنية مراقبة من مركز القيادة والسيطرة في الأمن العام، وهناك مراقبة في عمليات الحرم، إضافة إلى مراقبة محطات القطار والمراقبة الخاصة بمنشأة الجمرات.

وتتركز أعمال المراقبين حسب تخصصاتهم الدقيقة، حيث يوجد مختصون في مراقبة الحشود، ومختصون في مراقبة التفويج، ومختصون أيضاً لمراقبة الجوانب الأمنية، واختصاصيي مراقبة السلامة والحماية من الحرائق والكوارث.

ولفت أن المديرية العامة للدفاع المدني قامت بالتعاون والشراكة مع الكثير من الجهات الحكومية والأمنية والعسكرية ذات العلاقة، بدراسة المخاطر بالمشاعر المقدسة، حيث تم إجراء مسح جيولوجي كامل، وبالتالي حُددت المناطق الحرجة والخطرة لجميع المواقع، بحيث يتم التركيز عليها للحد من الخطر.

وأكد العقيد أبوعباة، أن 90 في المئة من البلاغات التي تصل لمركز البلاغات تكون من الميدان مباشرة ومن قِبل رجال الدفاع المدني، سواء من العاملين في السلامة أو العاملين في مجال الحماية المدنية، أو في مجال الرصد أو أعمال المكافحة، وينقلون صورة كاملة عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، بحيث يتم إنشاء بلاغ بشكل سريع تمكن جميع الجهات الخدمية من مشاهدته في وقت واحد، مما يعني ضمان التحرك الفوري والاستجابة للبلاغ وإظهار البيانات الخاصة بهم، ليتم التواصل معهم بشكل فوري في حال ارتأت إحدى الجهات ذلك، لافتاً أن جميع العاملين في إدارة الحدث من الضباط ذوي الخبرة العلمية والعملية والتدريب الكافي للتعامل مع الحوادث.

وأكد أن تقليل زمن الاستجابة للبلاغات هو الهدف الرئيس للقيادة للوصول للمستوى العالمي في سرعة الاستجابة، مبيناً أنه يتم اختيار العناصر البشرية التي تدير الحوادث بعناية ودقة عالية جداً حيث أن إدارة الحدث بشكل جيد ومناسب تُمكِّن من المحافظة على الممتلكات والأرواح، والإسهام بشكل مباشر في مباشرة الجهات ذات العلاقة للحدث.