أن تكون للحوثي منصة تعاطف في صحف ومنظمات غربية فهو أمر غير مستغرب، لأن منفذه لذلك التعاطف السبب فيه صحفيون ومعلقون وحقوقيون ولاؤهم لإيران وليس للحقيقة، وما تتطلبه المهنية، والمصداقية، ونصرة المظلوم. ولكن أن يكون موظفون في الأمم المتحدة أضحوا مندوبين لتسويق روايات الحوثي بشأن الغارات الجوية التي تشنها طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية فهو أمر مستغرب، ولا يمكن قبوله، لأنه لا يوجد ما يبرره. مفهوم أن الحوثي يعمل على تحوير نتائج غارات التحالف فإن استهدفت الغارات مخابئ أسلحته ومنصات إطلاق صواريخه الإيرانية، فستجد منظمة أممية في اليوم التالي تتبنى مزاعم عميل إيران بشأن استهداف مدنيين وأطفال. واضطرت قوات التحالف مراراً لتبديد موارد في إجراء تحقيقات شفافة لبيان حقيقة الوضع. لكن استمرار وتيرة ذلك التبني الأهوج لادعاءات الحوثي من قبل موظفين ومنظمات ووكالات هدفها خدمة المواطن اليمني، ومنع فظائع الحوثي يثير كثيراً من علامات الاستفهام، في وقت أعلن التحالف مراراً انفتاحه على التعاون مع المسؤولين الأمميين في اليمن، وتأمين الطرق والمطارات والموانئ للسماح لهم بنقل الإغاثة الإنسانية لليمن. ولا بد للمجتمع الدولي من وقفة صارمة لإلزام موظفي المنظمة الدولية بالبقاء على الحياد، وتطبيق معايير المصداقية المعتمدة قبل إطلاق الإدانات والاتهامات بناء على ما يزعمه إعلام المجرم الإرهابي عبدالملك الحوثي.