نسمع كبار السن (رجالا ونساء)، منذ أن كنا أطفالا، يدعون لولاة أمرنا بالنصر على أعدائهم، على الرغم من عدم معرفتهم أو اطلاعهم على ما يدور في الساحة من أحداث آنذاك، ولكنه الولاء الذي نشأوا عليه من حب لهذه البلاد الطاهرة وولاة أمرها، وهو ما سرنا عليه وزرعناه في أبنائنا. وعندما كبرنا ولمسنا ما تقدمه حكومتنا لمواطنيها من أمن وأمان واستقرار وعيش رغيد أدركنا سر ذلك الحب الكبير للوطن وقادته أعزهم الله.
ونحن نحتفل باليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة العربية السعودية، الذي يعد مناسبة مميزة في قلب كل مواطن وقد تحقق فيه التكامل والوحدة وأزيلت الفرقة والتفكك، فإنه لا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد ونلمس ما نفخر ونفاخر به على ما تقدمه حكومتنا الرشيدة من جهود عظيمة على كافة الأصعدة المحلية والدولية، والاعتماد بعد الله عليها في حل وتذليل الكثير من الخلافات بين الفرقاء، ولمّ الشمل بينهم، وإيجاد توازنات سياسية بالمنطقة، والذي لم يكن ليتحقق لولا المكانة الكبيرة للمملكة والنظرة الثاقبة من خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- ومتابعة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، والسير على ما بناه وأرسى قواعده مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه، من سياسة حكيمة ومتزنة أبقت بلادنا في طليعة دول العالم وأكسبتها تقدير واحترام الجميع. وزاد فخرنا ما نشاهده من حولنا وفِي كافة المواقع من تفاعل أبناء المملكة بمختلف أعمارهم وأطيافهم مع هذا اليوم البهيج والفرحة التي يحملونها لهذه المناسبة الوطنية.
ولا يفوتني أن أوجه دعوة لكافة الشباب بالبعد عن ما يخرج عن المألوف في التعبير عن هذه المناسبة وإفسادها، ونقدّم أنموذجا حضاريا لما وصلنا إليه من رقي في التعاطي معها، مقدرا ما يحملونه من شعور وفخر ببلادهم وقادتهم. أدام الله على مملكتنا أمنها واستقرارها، وحفظ ولاة أمرنا من كل سوء، ونصر أبطالنا في الحد الجنوبي.