الشيخ / شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان
الشيخ / شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان
-A +A
الشيخ / شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان - سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في المملكة العربية السعودية
تحتفي المملكة العربية السعودية باليوم الوطني في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، ذكرى توحيدها على يد الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، الذي استطاع برؤيته الفذة، وقيادته الحكيمة آنذاك، أن يوحد المملكة، في أعظم خطوة وحدوية بدايات القرن الماضي، وهي ذكرى تخلد نشأة دولة متطورة، ذات مكانة بارزة على الخارطة الدولية.

إن الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ونحن نستذكر صفاته وسماته القيادية والإنسانية، في الذكرى الثامنة والثمانين، لتوحيد المملكة، ضرب مثلاً عظيما، بقدرته على تأسيس المملكة العربية السعودية، التي تعد اليوم حاضنة عربية وإسلامية، وقائدة لهذه المنطقة، مثلما تمثل قيمتها العالمية، وشراكتها مع دول العالم، بكل هذا الاقتدار والتأثير على السياسات الدولية أهمية كبرى تعزز الاستقرار والأمن في هذا العالم المبتلى بالصراعات لاعتبارات كثيرة.


إننا حين ننظر إلى المملكة اليوم، ندرك بشكل واضح، مكانتها، وهي التي تمثل الدولة القوية والغنية بموارها البشرية والاقتصادية، مثلما تمثل طموحاتها وتطلعاتها تأكيداً على ما قدمه ملوك المملكة، من جهد كريم، لشعبهم، وللعرب والمسلمين، ولهذا العالم، وهو جهد نرى ذروته هذه الأيام، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بما تعنيه هذه المرحلة، من تحولات تاريخية، وتوجهات اقتصادية، وما تعنيه أيضاً مكانة المملكة على صعيد التأثير في سياسات المنطقة وهذا العالم.

إن لغة الأرقام، لا تكفي لسرد إنجازات المملكة، على الصعيد الاقتصادي والتنموي مثلاً، وتسخير كل الموارد، من أجل شعب المملكة، وتأهيلهم بالتعليم والفرص الواعدة، إضافة إلى بقية القطاعات المرتبطة بحياة الإنسان السعودي، مثل الصحة، والأرقام وحدها قد تبدو كبيرة جداً، وتؤشر على حرص القيادة على تعزيز حياة شعب المملكة، مثلما يتوجب أن يقال هنا إن يد المملكة البيضاء والخيرة وصلت إلى أغلب شعوب العالم، حيث وقفت المملكة إلى جانب هؤلاء على صعيد الدعم الاقتصادي، وإغاثة كل شعب تعرض إلى محنة، بما يمثل سمة إنسانية وأخلاقية أساسية، في الدولة السعودية، التي لم تقف عند أرقام إنتاج النفط، وما تملكه من موارد، تريد توظيفها في مبادراتها الجديدة، مثل رؤية 2030، بل تريد تحقيق الغاية الأساسية، أي اعتبار الإنسان السعودي أولاً، في كل الخطط والأفكار والمبادرات، بحيث يكون هو درة التنمية، وهدفها الأول.

لقد كانت وما زالت العلاقات الإماراتية - السعودية، علاقات تاريخية، فنحن أبناء منطقة واحدة والجغرافيا والتاريخ يعززان العلاقة التي يمكن وصفها فوق استراتيجية، إضافة إلى علاقة الدم والقربى، والتوافق في كل المواقف والسياسات، ومواجهة كل التحديات في المنطقة والعالم حيث أثبت نموذج العلاقة الإماراتية - السعودية أيضاً تجاوز مغزى العلاقة الثنائية إلى العلاقة الواحدة، وفي استذكار اليوم الوطني السعودي، نستذكر أيضاً نموذج دولة الإمارات الوحدوي، حين استطاع الأباء المؤسسون للإمارات، بقيادة المؤسس الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه، أن يصوغوا نموذج الدولة الواحدة القوية، وهكذا يمكن أن نقول إن قيادتي البلدين، ومنذ زمن بعيد، كان لديهما ذات الرؤية، والبصيرة الفذة، التي استبصرا عبرها المستقبل، فصاغا معاً دولتين قويتين، على أساس الوحدة.

إذ نبارك للمملكة عيدها الوطني، فإننا هنا نستلهم توجيهات قيادتنا الحكيمة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتبار العلاقة مع المملكة علاقة تاريخية، يتم تعزيزها بكل السبل والوسائل، من أجل الشعبين، ومن أجل صياغة مستقبل عظيم للشعبين، وليس أدل على ذلك، من اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، وما نتج عنها من مذكرات تفاهم واتفاقيات، تصوغ أيضاً أهم علاقة ثنائية بين بلدين عربيين وإسلاميين، مثلما تقدم نموذجا عالمياً في العلاقات بين الدول، وهو نموذج تأسس على موروث طويل ومبارك من التفاهم والتوافق على المستويات المحلية والعربية والإقليمية والعالمية.

إننا ودون مبالغة، نعتبر اليوم الوطني للمملكة عيداً للإمارات العربية المتحدة بما يعنيه ذلك من احتفاء وفرح، وشعور بالرضا والاستقرار، والتطلع نحو أن نحتفي سنوياً بهذا العيد، وقد ازدادت قوة المملكة فوق قوتها، وعاشت في رفاه وأمن واستقرار، وحققت كل طموحاتها وتطلعات قيادتها وشعبها.