بعد مضي نحو أسبوع على رحيل (جنى) مصعوقة في عمود تيار مكشوف، ظلت شقيقتها الصغرى (غلا) تطوف في أرجاء المنزل تبحث عن أختها التي توارت فجأة عن أنظارها، وبين الصدمة والفجيعة بدأت أسرتها تلملم أحزانها لتسأل من قتل «جنى»؟ «عكاظ» واست والد الراحلة في مركز خاط، الذي يبعد عن محايل عسير بنحو 250 كيلومترا في أعقاب صدور قرار من وزير الشؤون البلدية والقروية بإعفاء رئيس بلدية المجاردة واثنين من مسؤوليها على خلفية الفاجعة التي تجرى حولها حاليا تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب والتفاصيل، ويقول علي الشهري «أبو جنى» إن الصغيرة كانت تلهو في شارع الفن في يوم الاحتفال باليوم الوطني، واغتالتها أيدي الإهمال بلا رحمة واغتالت معها فرحتها وبراءتها. «في يوم الفاجعة كنت في مهمة بمحافظة خميس مشيط وتلقيت اتصالا هاتفيا من أحد أقاربي يبلغني أن جنى تعرضت إلى ماس كهربائي.. وبعد فترة تلقيت اتصالا من زوجتي تخبرني بأن جنى فارقت الحياة متأثرة بالصعقة الكهربائية قبل وصولها إلى المستشفى.. الحمد لله على قضائه وقدره» ويضيف الشهري أنه وافق على تشريح جثة طفلته بعدما أنكرت البلدية أن الصغيرة توفيت متأثرة بالصعقة الكهربائية، «حاولوا ذلك علما بأنه في نفس الموقع التي صعقت فيه طفلتي توجد خمسة أعمدة مكشوفة الأسلاك والخامس هو من صعق جنى». ويشير إلى أن توجيه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد خفّف مصاب الأسرة وأشعرهم بأن القضية في أيدٍ أمينة، «جنى ستنال حقها وهي في قبرها.. الجناة لن يفلتوا من العقاب» «عكاظ» وقفت على أحزان الأسرة التي بدأت تستعيد ذكرى صغيرتها ولهوها وانشغالها بكتبها ومراسمها وأعمالها ورسوماتها، وخيم حزن عميق على زميلاتها في الثالثة الابتدائي بمدرسة بني قيس بمركز خاط وضجت الفصول بالسؤال: أين جنى؟ وكان أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، قد وجه بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادثة وفاة الطفلة إثر تماس كهربائي بشارع الفن التابع لبلدية محافظة المجاردة، وتكوين لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة وإحالة المتسببين للنيابة العامة، والتأكيد على أهمية تطبيق العقوبة الرادعة بحق المتورطين في الحادثة. فيما أصدر وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ قرارا بإعفاء رئيس بلدية المجاردة ومديري قسمي الخدمات الكهرباء من مناصبهم وإحالتهم للتحقيق.