-A +A
"عكاظ" (الدمام)
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن قوة الدولة السعودية بأبنائها، والمواطن السعودي هو الشريك الأساسي في بناء التاريخ لهذه الدولة منذ بداياتها في عهد الدولة السعودية الأولى.

وأوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الدولة السعودية كانت وما زالت حريصة على تطوير قدرات المواطن السعودي وصقل مواهبه، مؤكداً حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على دعم المواطن السعودي من خلال العديد من البرامج التي تقدمها الدولة من خلال مؤسساتها، منوهاً بأهمية الحرص على التعرف على تراث هذا الوطن وتاريخ المواقع التي شهدت الملاحم التي سطرها الأجداد، مشدداً على أن الدولة تسير نحو الريادة والتفوق بقيادة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين .

وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطنيفي برنامج "تجربتي" التي نظمته أمس (الثلاثاء) الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية ممثلة في مجلس شباب الأعمال بمقر الغرفة الرئيس، بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان ، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله، والأمير سعود بن سلطان بن عبدالله، ووكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد البتال، بحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة وعدد من رجال وسيدات الأعمال والاكاديميين والمهتمين: "إن الهيئة العامة للسياحة قامت على سواعد أبناء هذا الوطن واستطاعت من خلالهم النهوض وصناعة الانجاز رغم أنها بدأت بموارد وطاقات محدودة جدا، وهذا خير دليل على إصرار المواطن السعودي على صناعة المجد، مشيراً إلى أهمية معرفة تاريخ الوطن الغالي الغني بالحضارة والتاريخ، لافتاً إلى أهمية أن يعرف أبناء اليوم ما قدمه اجدادهم والقاعدة الصلبة التي بنوها لكي ينهض هذا الوطن ويتطور، وضرورة معرفة ماذا قدم المواطن الاخر من تضحيات وانجازات، فما يقدم اليوم ليس بجديد أو مستجد وانما هو امتداد لتاريخ صنعه ابطال هذا الوطن".

وفيما يخص تجربته أوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أنه عاش الحياة الواقعية المليئة بالتراث كونه من جيل لم يعرف بعد الحياة الافتراضية التي فرضتها الثورة التكنولوجية، متنقلا بين أنشطة متنوعة مثل ركوب الخيل وممارسة الصيد وتربية الصقور، وهذا ما اكسبه الخلفية التاريخية والقاعدة التراثية الغنية، التي اهلته تدريجيا لقيادة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، متناولاً سلسلة من الأحداث والانجازات والتعليم في حياته الشخصية سبقت توليه هذا المنصب، الذي أصبح "قطاع السياحة" من أهم الموارد الاقتصادية للدول.

وأشاد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بدور النساء في نهضة الوطن، مؤكداً أن النساء في المملكة كن ولا زلن عنصراً مهماً داعم لمسيرة المملكة ونهضتها وتقدمها على مختلف المجالات، متطرقاً إلى حياته الخاصة، ودور والدته الأميرة سلطانه السديري إلى جانب والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في بناء شخصيته وجعله إنساناً عصامياً، فقد كان والده يطلب منه استقبال الضيوف من وجهاء وأعيان القبائل ورجال الدولة وهو في سن العاشرة من العمر، كما تحدث عن عمله في وزارة الإعلام إبان وزيرها السابق محمد عبده يماني - رحمه الله ومدى تأثير الفترة والمرحلة في حياته وأسهمت في نضجه واحتكاكه بالمجتمع.

وحول رحلة الفضاء التي شارك بها تحدث رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن بعض المحطات التي أسهمت في وصوله إلى هذه الرحلة المهمة من خلال دراسته تخصص الطيران، وتبني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود هذا الحلم وسعى لتحقيقه، وكان داعما قويا لهذا المشروع، فبعد تنفيذ اتفاقيّة مشروع إطلاق القمر العربيّ الصناعيّ الثاني بين وكالة ناسا، وعربسات المعروفة باسم المؤسسة العربيّة للاتصالات الفضائيّة في عام 1982م، طلبت عربسات من المملكة ترشيح من يمثلها في الرحلة الفضائيّة لإطلاق هذا القمر؛ بصفتها من أهمّ المساهمين في مشروع إطلاقه، ففتحت وزارة الدفاع والطيران السعوديّة في عام 1985م باب الترشح لهذه الرحلة الفضائيّة للطيارين السعوديين، وانتهت النتائج بترشيح ثلاثة طيارين كان الأمير سلطان بن سلمان واحداً منهم.

وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أنه بعد حصول وكالة ناسا على النتائج من وزارة الدفاع والطيران السعوديّة، اختارته ليكون المرشح الأساسيّ للرحلة، وخضع لتدريبات مكثفة، حيث انطلق في 17 يونيو 1985م انطلق المكوك ديسكفري وعلى متنه الأمير سلطان بن سلمان وستة رواد فضاء، واستمرت هذه الرحلة لمدة ثمانية أيام احتوت على العديد من التجارب العلميّة المهمة، وفي اليوم الثامن عاد المكوك الفضائيّ إلى قاعدة إدواردز بكاليفورنيا، وبقي بعدها في الولايات المتحدة الأمريكيّة لمدة أسبوعين بعد الرحلة، ومنحته وكالة ناسا ميداليّة الريادة، وعاد والفريق السعوديّ العلميّ إلى أرض الوطن بطائرة خاصة أمر بها - المغفور له - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى الطائف، وتمّ استقبالهم بحفل بهيج.

وحول تجربة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع جمعية الاطفال المعاقين، أكد أن الجمعية اليوم تملك 14 مركزا، ومشاريعها الخيرية والاستثمارية تبلغ مليار ريال، تطبق أنظمة الحوكمة.

وفيما يخص الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بين الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن الهيئة حققت إنجازات عدة أخرها نيل شهادة الإنجاز العالمية من شركة مايكروسوفت تقديراً لجهود الهيئة في مشروع "رحلة الهولوجرام الإلكترونية" الفريدة من نوعها في معرض جايتكس دبي بالتعاون مع مايكروسوفت، مشيراً إلى أن رحلة الهولوجرام تعد إنجاز عالمي غير مسبوق للهيئة في مجال التحول الرقمي، واثبات على أن السعوديين جاهزون للتحديات وقادرون على تخطيها، لافتاً النظر إلى أن الهيئة حققت إلى جانب إنجازاتها الالكترونية إنجازات لا حصر لها على أرض الواقع كتغيير الفكر الموجود لدى الناس لتقبل السياحة والمشاركة في صناعتها وتطويرها وتحقيق نتائج مرضية للجميع.

وقدم رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نصيحة لشباب الأعمال بأن يحرصوا على أن يكون الموظف هو المؤسسة وأن يقدموا برامجا متنوعة تعنى بالموظف وتطور قدراته، وتقفز بإنتاجه لأعلى مستويات، داعياً اياهم لزيارة مناطق وطنهم والتعرف على اهلها وتعلم ما لا تستطيع البرامج التدريبية على تقديمه.

من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي أن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، يقود دورًا وطنياً رائدًا في النهوض بصناعة السياحة والتراث الحضاري الوطني، ويُقدم نموذجًا قياسيًا في قيادة وإدارة قطاعٍ إنتاجي مُتشعب المسارات، يزحف إلى مُقدمة القطاعات الاقتصادية في العالم، ويأتي على رأس مُستهدفات رؤيتنا، بأن يكون دُعامة قوية لاقتصادنا الوطني.

وقال: إن غرفة الشرقية أولت اهتمامًا خاصًا بالتجارب الوطنية الناجحة والملهمة في مختلف المجالات، ووضعتها على أجندة أولوياتها التوعوية، من أجل تحفيز وتشجيع أبناءنا من شباب وشابات الأعمال وشحذ هممهم وتوسيع مداركهم المعرفية، مشيراً إلى أن الغرفة إذ تعقد هذا البرنامج عامًا بعد آخر، وتستضيف من خلاله مُمثلي التجارب الناجحة في كافة أرجاء هذه الأرض المباركة، فإنها تؤكد قناعتها الراسخة بأهمية إدراك الأجيال الجديدة لتجارب الرواد الناجحين واستخلاص الدروس والعبر من المواقف والتحديات التي واجهتهم، وكيف تغلبوا عليها؟، وهو ما يُفيد في تنمية قدراتهم ومهاراتهم في التخطيط الجيد لمستقبلهم ومساعدتهم على تدارك التحديدات انطلاقًا نحو مستقبل أفضل.

من جهته أكد رئيس مجلس شباب الأعمال بالغرفة عبدالله بن فيصل البريكان أن لمجلس شباب أعمال الشرقية، دورٌ مُتنامي في تطوير رواد أعمال المستقبل من أبناء المنطقة، برصد خبراتهم وأفكارهم وابتكاراتهم ليُجسدها في مشروعات استثمارية ذات قيمة مُضافة في الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن المجلس حقق على مدار أعوامه السابقة، الكثير من الإنجازات في خدمة قطاع شباب الأعمال، وذلك بإثراء معرفتهم الاقتصادية وزيادة مهاراتهم في العمل الحر، حتى بات القطاع في إطار توسيع نطاق برامجه المتنوعة والتي نحن بصدد إحداها اليوم.

ولفت إلى أنه في ظل هذه المرحلة الجديدة من حياة الوطن، وهذه الرؤية الفريدة من ولاة أمورنا -حفظهم الله-، وما تحمله من إصرارٍ وعزيمة على دفع عجلة النمو والتنمية نحو التنويع والاستمرارية والاستدامة يستضيف اللقاء سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي كان دوماً عونًا ودعمًا لنا كشباب أعمال نحو المزيد من العطاء والمشاركة والمساهمة بإيجابية في خلق بيئة اقتصادية مُساندة تكون على قدّر المسؤولية في مواكبة تطلعات الأهداف الحضارية "مجتمع حيويّ واقتصاد مُزدهر وطن طموح".

وفي ختام اللقاء تسلم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هدية تذكارية قدمها رئيس غرفة الشرقية عبدالحكيم العمار الخالدي.