أمير المدينة ونائبه في مؤتمر الفقه الإسلامي
أمير المدينة ونائبه في مؤتمر الفقه الإسلامي
-A +A
«عكاظ» (المدينة المنورة)
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رعى أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس بمركز الملك سلمان للمؤتمرات بالمدينة المنورة انطلاق دورة المؤتمر العلمي الـ23 لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بحضور نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل، وعدد من أصحاب المعالي والفضيلة من داخل المملكة وخارجها، يمثلون 46 دولة.

وأكد الأمير فيصل بن سلمان أهمية المؤتمر التي تبرز في تقديم دراسات وبحوث مستمدة من الكتاب والسنة لبناء نهضة وحضارة إنسانية وفق منهج إسلامي قويم يبين سماحة هذا الدين وشموله للمستجدات التي تهم الأمة الاسلامية، وقدرتها على تحقيق سعادة الإنسان.


وأوضح أن المملكة حرصت منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه البررة -رحمهم الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين أن تكون منارة علمية للفقه ومعلما من المعالم البارزة التي تبين سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله، مشيراً إلى أن المؤتمر يجسد جهود المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين.

وثمن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر مجلس الفقه الإسلامي التي تؤكد حرصه على دور علماء الأمة في تبصير الشعوب الإسلامية سائلاً الله المولى أن يجزيه خير الجزاء.

وأعرب عن شكره لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجميع المشاركين والحضور من أصحاب المعالي والفضيلة، راجياً الله المولى أن ينفع الأمة الإسلامية بما يقدمونه من بحوث ودراسات وتوصيات.

وكان الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة قد بدئ بآيات من الذكر الحكيم، ثم شاهد الحضور فيلماً مرئياً تعريفا عن المؤتمر، عقب ذلك ألقى رئيس مجمع الفقه الإسلامي والمستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد كلمة قدم فيها الشكر نيابة عن أعضاء مجلس مجمع الفقه الإسلامي وخبرائه لخادم الحرمين الشريفين على موافقته السامية باستضافة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لأعمال الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وعلى كريم رعايته لهذه الدورة وأعمالها التي تمثل دعما كبيرا وعظيماً لمجتمعنا في سياق الدعم الذي يلقاه المجمع من خادم الحرمين الشريفين ومن القيادة الرشيدة.

وقال: إن ما يزيد السعادة والابتهاج أن تعقد هذه الدورة على هذه الأرض الطيبة المباركة أرض المدينة المنورة التي تستضيف دورات المجمع للمرة التاسعة من عمر الدورات، التي عقدت ما بين مكة المكرمة والرياض وجدة.

ثم ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، كلمة قدم من خلالها الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لموافقته على استضافة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لأعمال مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الثالث والعشرين ورعايته الكريمة له، عاداً ذلك دعما كبيراً لمجمع الفقه الإسلامي الدولي واستمراراً للدعم المتواصل لمنظمة التعاون الإسلامي، سائلا الله المولى أن يديم على هذا البلاد نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.

وقال: إن الأمة الإسلامية تواجه تحديات ومخاطر ومشكلات أبرزها فكر متطرف يولد إرهاباً أعمى وعنفاً مدمراً وتجييشاً طائفياً يقوده تعصب مذهبي غايته تقسيم الأمة فرقا وطوائف، ومن العجيب أن كليهما يرفع راية الإسلام، وبقاء هذا خطرا على وحدة الأمة وتهديدا لوجودها وبقائها، مبينا أن هؤلاء نسوا أن الخطر يهدد الجميع وأن شر النار سيطال القريب والبعيد، مؤكداً أن الأمة تواجه تحديات خارجية لا تقل خطرا وهي تحديات تحركها أحقاد تعمل على مسخ هوية الأمة وعقيدتها وتقودها أطماع وغايتها السيطرة على مقدرات الأمة وتعطيل مسيرتها وتقدمها وما كانت لهذه التحديات أن تبرر إلا ما ابتلينا به من تطرف وإرهاب.

بعدها ألقى أمين مجمع الفقه الإسلامي الدكتور عبدالسلام العبادي كلمة بين فيها أن هذه الدورة تأتي في مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة يقدم فيها المجمع المثال تلو الآخر على الاجتهاد الجماعي في القضايا الحادثة والقضايا المستجدة التي تتعرض لها الأمة في مسيرتها المعاصرة تأكيدا لرسالة المجمع التي أنشئ من أجلها ليكون مؤسسة اجتهاد جماعي في القضايا الحادثة والأمور المستجدة، مشيرا إلى أن الصفة التي يمتاز بها المجمع تأكيد على أن الإسلام دين الله سبحانه الخاتم الذي شاء جل وعلا أن يكون لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

وبين أن هذه الدورة تحتوي في ما تحويه من الأمور الأساسية التي تحتاج إلى نظر فقهي قائم على اجتهاد يقدمه المجمع لتشمل زواج الصغيرات وختان الإناث وأثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين واستكمال أحكام المفطرات في مجال التداوي وأحكام الحلال وأحكام الإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية وأحكام الغلبة والتبعية في المعاملات المالية وأحكام التحوط في المعاملات المالية ومعالجة وضع أحكام الصكوك الإسلامية وأدوات التمويل الإسلامية، إضافة إلى استعراض لدراسة الوسائل الفكرية والعملية التي يواجه بها ما يسمى بالإرهاب في هذه الأيام التي تندد به الشريعة وتعمل على محاربته والقضاء عليه بكل وسيلة ممكنة.

وفي الختام، كرم أمير منطقة المدينة المنورة ضيوف الشرف من أصحاب المعالي والسماحة.