-A +A
وديان قطان (واشنطن)
اعتبر رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل، الغضب الأمريكي الذي «يشيطن المملكة» في واقعة وفاة الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول يهدد العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، محذرا من أن البيوت الزجاجية يجب أن لا ترمي الناس بالحجارة.

ورأى الأمير تركي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية في دورته السابعة والعشرين أمس (الخميس) إن العلاقة (الأمريكية - السعودية) تتعرَّض للتهديد بسبب الجريمة المأساوية غير المبرَّرة التي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول وأزهقت روح جمال خاشقجي رحمه الله.


وأكد الفيصل أن «إخضاع مستقبل علاقتنا لهذه القضية ليس أمراً صحيّاً البتة، المملكة ملتزمة بجلب أولئك الجُناة ليمثُلوا أمام العدالة، وأولئك الذين قتلوا، وأولئك الذين فشلوا في الالتزام بالقانون، العدالة سوف تأخذ مجراها».

وشدد الأمير تركي على أن العلاقات الأمريكية السعودية «أكبر من أن تفشل»، مضيفاً «تتجاوز العلاقة الأمريكية-السعودية جوانب النفط والتجارة والاستثمار والتعليم والتدريب، وتمتد إلى سنوات العمل الطويلة بين البلدين لإحلال السلام العالمي في الشرق الأوسط واستقرار الاقتصاد والأسواق العالمية ومحاربة الإرهاب».

وفيما أشار إلى التحديات التي واجهت البلدين في السابق، مثل أزمة النفط في السبعينيات أو «11 سبتمبر»، وصف العلاقة بين البلدين بأنها «أكثر سمكا من الماء». وأضاف الأمير تركي «من هذا المنبر قلت عدة مرات إن علاقتنا أكبر من أن تفشل، وأعتقد أنها ستنجو من هذه الأزمة».

ولفت إلى أن المملكة «مركز العالم الإسلامي الذي يتوجه إليه 1.5 مليار مصل خمس مرات يوميا»، قائلا «إن المملكة تلعب دوراً مهماً في العمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط».

وأضاف «قبل أيام تنازلت المملكة عن ديون بقيمة ستة مليارات دولار لبلدان نامية»، مبيناً أن المملكة «مصدر رزق لأصدقائها وليست عبئا».

وقال: «إن إحدى القيم التي نعتمد عليها كثيراً تنسب إلى النبي عيسى... التي تقول «إن الناس في البيوت الزجاجية لا ينبغي أن يرموا الحجارة».

وذكر «على مر السنين، العلاقة الوثيقة بين الرياض وواشنطن كلفت السعودية كثيراً بشأن صورتها في العالم العربي». وقال: «لقد تحملنا هذه التكلفة لأننا كنا نؤمن بقيمة صداقتنا».

وجدد تأكيده على أن المملكة مستمرة في معركتها ضد قوى الظلام، رغم مسيرة الإصلاح والتطوير التي تعيشها.