أحبَّ الحائليون بساطته ووضوحه وصراحته منذ أن شاهدوه على شاشة التلفزيون يستعرض رؤية الوطن السيادية، واليوم عندما شاهدوه في منازلهم وديوانياتهم أحبوه، بل كان عهد الحب بين ولي العهد وأحفاد حاتم الطائي عقداً مفتوحا بالكرم وشامخا بشموخ أجا وسلمى فكان لسان الحال للطفل الحائلي الذي نال شرف السلام على ولي العهد كحال لسان جده الأول حاتم الطائي وهو مرحبا بالضيف الكبير فيقول حاتم قبل 1400 عام:
أُضَاحِكُ ضَيْفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ - وَيَخْصَبُ عِنْدِي وَالْمَحَلُّ جَدِيبُ
فالصور التي شاهدها العالم لولي العهد في مدينة الكرم مع أهالي الوفاء والإخلاص للوطن تكشف ما قاله الشاعر الطائي حبيب بن أوس ويرددها أحفاد حاتم الطائي لولي العهد في أول عناق لحائل وأهلها مع سموه:
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته - فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ
قال له الحائليون وهم مصافحين المجد الجديد في زمن قصير: «سمو سيدي حققت الأحلام في زمن قصير هدمت جبال المستحيل والأهم أنك استطعت نزع جذور اليأس من عقول وقلوب كل السعوديين وزرع الأمل في قلوب وعقول شباب المستقبل فعندما رفع والد الطفل الحائلي السلام على ولي العهد، ارتفعت طموحات الحائلين العظيمة وآمالهم الكبيرة وكأن الطفل فيصل العوض يقول لسموه: «أرى أجا من وراء طويق».
فدخلت السعودية مع سموه مرحلة مختلفة في تنوع الإيرادات الغير نفطية بهدف الوصول للسعودية العصرية من خلال الاستفادة من الميز النسبية المتمثلة في موقعها الجغرافي والإستراتيجي العالمي وحائل من هؤلاء المدن الغالية في قلبه، فالمملكة حاليا تعد أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، فانطلقت قاطرة بناء الوطن مع سموه نحو تنفيذ رؤيته كوطن طموح حكومتُهُ فاعِلة بهدف نفض تقلبات وإدمان النفط للاقتصاد السعودي على مدار 85 عاما حيث اتجهت السعودية الشابة بقيادته نحو الاستفادة من مكانة المملكة كمنصة لوجستية جديدة للعالم عبر تحسين موارد الدخل وتحرير القطاعات الاقتصادية المختلفة في زيادة الإيرادات غير النفطية مع استمرار الإدارة الفاعلة لإنتاجنا النفطي لضمان تدفق العائدات وإعادة استثمارها، لمواجهة تحديات اقتصاد بلا نفط.
هكذا ختم ولي العهد زيارته لحائل مرافقا لضيف حائل الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التنموية بالمنطقة بقيمة إجمالية تجاوزت 7 مليار ريال.