Khalid-bin-Bandar-bin-Sultan-bin-Ab-6 (1)
Khalid-bin-Bandar-bin-Sultan-bin-Ab-6 (1)
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
أكد السفير السعودي لدى ألمانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان، أنه عاد أخيرا إلى ألمانيا بناء على تعليمات الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبينا أنه كان خارج ألمانيا لمدة عام بسبب حادثة مؤسفة، إلا أنه تلقى أخيرا اتصالا من وزير الخارجية عادل الجبير الذي أبلغه برغبة الملك، وولي العهد، في العودة إلى برلين بأسرع وقت، ليعلم الجميع في ألمانيا أننا نريد علاقة أوثق بين البلدين.

وأشار السفير السعودي في حوار مع صحيفة «WELT» الألمانية، إلى أن ما يمكن تعلمه من الأزمة التي طرأت بين الرياض وبرلين، هو الحديث بشكل مباشر مع الحكومة السعودية قبل الظهور علنا، قائلا «شعرنا أن لا أحد يريد أن يسمع وجهة نظرنا، نحن السعوديين نبني علاقات صادقة مع شركائنا، ليست لدينا مشكلة سوى عدم التحدث إلينا عندما يكون لدى أحدهم مشكلة معنا. أعتقد أن كلا الجانبين قد فهم ذلك الآن».


وأكد الأمير خالد بن بندر أنه أجرى منذ عودته محادثات جيدة مع ممثلين مختلفين في الحكومة الألمانية، مشددا على أهمية الشراكة بين البلدين «فالمملكة تتغير حاليا بسرعة كبيرة، ويمكن لألمانيا أن تستفيد من هذا بشكل هائل، ويجب على الألمان والسعوديين أن يستثمروا معا، وأن يعثروا على شركات مشتركة في كلا البلدين». وأشار إلى أن ألمانيا بإمكانها مساعدة المملكة في أن تصبح اقتصادا أقوى وأكثر حداثة.

وعن نشأته كطفل في الأسرة الحاكمة في السعودية، قال الأمير خالد «أنا محظوظ جدا لأن أكون جزءا من عائلة حققت الكثير خلال الـ300 عام الماضية، قال لي جدي (ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز) ذات مرة: مهمة الأمير خدمة الناس».

وذكر السفير السعودي الشاب أن والده (السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان) نصحه بأن يستمع أكثر مما يتحدث «دائما يذكرني بمقولة: لديك أذنان وفم واحد».

وحول حادثة وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي، أكد أن الحكومة تجري تحقيقاتها في هذا الأمر، و«علينا انتظار نتائج التحقيق، سنعرف التفاصيل»، لافتا إلى أن السلطات السعودية ألقت القبض على 18 مشتبها بهم في المملكة، وتم إعفاء بعض الموظفين في جهاز الاستخبارات العامة.

وأضاف «من الواضح أن هناك خطأ ما حدث، ونحن غير سعداء بذلك، ما جرى مأساة لعائلته وللوطن، أنا حزين جدا والمتورطون سيعاقبون».

وشدد على أن المملكة لا تفعل أي شيء مماثل، قائلا: نحن لا نتعامل مع المعارضين والمنشقين بهذه الطريقة، فهم لا يزالون مواطنين سعوديين، وإذا كانت لديهم مشكلات فنحن نعتني بهم، دائما نخبرهم بأن وطنهم موجود لهم.

وأضاف «ما حدث أبعد من الخيال، كيف يمكن لشخص ما القيام بشيء من هذا القبيل، إنها ليست سياستنا وليست ثقافتنا وليست طبيعتنا. إنها تتناقض مع كل شيء ندافع عنه».

وأكد أنه في المملكة لا أحد فوق القانون، حتى أعضاء الأسرة الحاكمة.

ورفض الأمير خالد بن بندر اتهام القيادة السعودية بأنها على علم مسبق بالحادثة.

وحول كيف يرى البعض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال السفير السعودي «كثير من الناس لديهم رأي حوله دون أن يعرفوه، من السهل أن تجد أن سياساته جريئة، جذرية، سريعة. لكن تذكر فهو تولى منصبه في وقت خطير للغاية. كنا نسير نحو طريق مسدود، بسبب النمو السكاني الهائل في العقود الماضية، كان جيل كامل من الشباب السعوديين على وشك الانخراط في اقتصاد بعيد كل البعد عن تحقيق النمو اللازم».

وأضاف «عندما تولى محمد بن سلمان المنصب، كان واضحا: إذا لم نبدأ في تحويل اقتصادنا على الفور، سنصل إلى طريق مسدود، وقد عالج ولي العهد أخيرا الكثير من المشكلات، قام بأشياء كان يأملها الشباب هنا منذ سنوات».

وحول طريقة تفكير ولي العهد، أكد الأمير خالد أنه نادرا ما يلتقى بشخص يتعامل مع كل قضية ذات أهمية بهذه الجدية، وبطريقة التفكير هذه في التفاصيل، وانخراطه في النقاشات، فهو دائما شغوف ومتفائل وعقلاني، هذا يفسر أسئلته المتعددة حول أي موضوع، دائما يسأل «لماذا؟»، إنه شخص عميق التفكير، لكن الكثيرين لا يريدون شيئا أكثر من رؤيته يفشل، لأنه طموح.

ولفت الأمير خالد إلى أن الوضع في اليمن صعب للغاية، «فاليمنيون إخوتنا، هل الوضع في اليمن اليوم جيد؟ أي شخص يقول نعم سيكون يكذب، لكن ربما سيتحسن»، مبينا أن الحوثيين يعيقون إيصال المساعدات السعودية، لا ينبغي لأحد التقليل من جهودنا أو تجاهلها، نحن نمد اليمن بالكثير من المواد الإغاثية.

وأكد أن المملكة لم تختر هذه الحرب، قائلا «لو لم نلبِّ نداء اليمنيين لسقطت اليمن بأكملها في أيادي أقلية متطرفة».

واعتبر السفير السعودي لدى ألمانيا أن أهم نجاح حدث منذ بدء تنفيذ رؤية المملكة 2030 الإصلاحية قبل عامين ونصف، هو التغيير في «طريقة تفكيرنا»، مضيفا «نحن أبناء الصحراء، بطبيعتنا كنا كالشيوعيين، ليس سياسيا بالطبع، لكننا نتقاسم كل شيء، وإذا فكر الفرد في نفسه فقط، فإنه سيعرض الكل للخطر». وبيّن أن رؤية 2030 وفرت الكثير من فرص العمل للنساء.

ورفض الأمير خالد بن بندر تفسير إيقاف عدد من الموقوفات على أنهن كن يطالبن بقيادة السيارة، قائلا «الكثير طالب بقيادة السيارة دون أن يعتقلوا».

وأكد جدية المملكة نحو المضي قدما في الإصلاحات، لافتا إلى توقيف عدد ضئيل من الأشخاص تواصلوا مع جهات خارجية لزعزعة استقرار المملكة.

وشدد على أن المملكة حاضرة منذ عام 1932 -قرابة 90 عاما- ما يجعلها واحدة من الدول ذات الأنظمة السياسية الأكثر استقرارا في العالم، مشيرا إلى أن الثروة النفطية لم تأتِ حتى السبعينات.

وأعرب عن أمله في معرفة لماذا اتخذ الأوروبيون موقفا مناوئا للعقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران، مشيرا إلى أن المملكة تعتبر إيران تهديدا لاستقرار المنطقة، إذ تمتد الأنشطة العسكرية الإيرانية إلى لبنان واليمن وسورية. وأكد أن المشكلة ليست في تنافس عربي-فارسي، المشكلة في الحكومة الحالية لإيران، فقبل وصولهم إلى السلطة، لم تكن لدينا مشكلات، إذ يهتم نظام الملالي بزعزعة الاستقرار والهيمنة، بما في ذلك في أوروبا.

وشدد على أن المملكة تؤيد الفلسطينيين تماما، وتدعم ما يقررونه.