-A +A
"عكاظ" (الرياض)
ناقش أكثر من 120 متخصص ومسؤولين عن الخدمات الصحية لمرضى الكلى في العالم اليوم (الأربعاء)، ضمن اللقاء المفتوح المعنون بـ "خصخصة خدمات رعاية الكلى" ، بحضور وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التحول الدكتور محمد الصغير الأفكار الجديدة في مجال رعاية مرضى الكلى، وخلق فرص حياتية أفضل، والتحولات الصحية في السعودية.

وأوضح رئيس اللجنة العلمية والتنظيمية للقاء الدكتور علي الحربي عملهم على توسعة خيارات الرعاية الكلوية في السعودية، والشراكة مع وزارة الصحة السعودية، ومزودي الصحة الآخرين، مضيفاً: "قررنا عقد هذه الجلسة المفتوحة لجمع مختلف مقدمي الرعاية الصحية، لمشاركة صناع القرار والمخططين الاستراتيجيين هذا المفهوم، باستضافة خبراء عالميين لمشاركة خبراتهم. فاتخذنا هذه الدعوة لاستقبال أفكار جديدة عن كيفية تقديم الرعاية لمرضى الكلى عموماً، وكيفية جعلها ذات كفاءة ومجدية التكلفة".

من جهته، أشار المدير العام لأحدى الشركات الطبية المهندس زياد عبدالعزيز كابلي إلى أن أول التحديات يتمثل في المرضى، الذين تزيد أعدداهم حول العالم بصورة هائلة، خصوصاً أن عدد السكان العالمي سيزيد إلى ما يقارب ٨٠ مليون نسمة كل سنة، ومع زيادة عمر عدد السكان الطردي سيعانون من أمراض مزمنة، وفي الغالب سيعانون من أكثر من حالة مزمنة واحدة، إذ يتوقع المرضى الكثير في تقديم الرعاية الصحية، بالرغم من أن معظم الأنظمة الصحية عالقة في نموذج تقييم قديم.

ولفت كابلي إلى أن ثاني التحديات يتعلق بالطاقم الطبي، الذي يوجد فيه تناقص متزايد لأعداد فنيي الرعاية الصحية حول العالم، فلم يعد الاهتام بأن يكون الشخص فني رعاية صحية في بعض البلدان، لافتاً إلى أن عدد الممرضين الذين يغادرون مجال العمل أكثر من الذين يدخلونه، فاليوم يوجد نقص في عدد العاملين في الرعاية الصحية بنحو 2.7 مليون عامل، ومن المتوقع زيادة هذا العدد ليصل إلى12.9 مليون عامل بحلول عام 2030، وأضاف: " تُصرف 75% من تكاليف الرعاية الصحية في العالم الغربي على إدارة الأمراض المزمنة، ما يزيد الضغط على التمويل العام، مع تزايد عدد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، إذ يستمر الصرف على الرعاية الصحية في العديد من الدول حتى يفوق نمو الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بالطبع مستحيل استمراره.

وتابع: "من الواضح أننا سنجد طرقاً لضمان تحسين النتائج الصحية للمرضى وتكاليف علاجهم، في ظل نقص فنيي الرعاية الصحية، وتصاعد عدد المرضى والتركيز على إدارة الأمراض المزمنة، وذلك باستخدام القليل من الموارد، ويعد هذا تحدٍ كبير طبعاً، ولكنني متأكد من أن التقنية المرتبطة بالابتكار والرقمنة ستدعم هذا الطموح، كما أن تعديل نموذج الرعاية لا يعد "إصلاحاً سريعاً"، وستحتاج إلى استثمارات كبيرة في تقنية المعلومات، ومن الواضح كذلك أنه سيوفر نموذج رعاية واحد لمرضى الكلى، سنواصل العمل مع نماذج مختلفة في بلدان مختلفة، حتى لو كنا نعتقد أن نماذج الرعاية ستصبح موائمة أكثر مع الوقت".

ولفت كابلي إلى أن شركات خدمة الرعاية الصحية ستكون الرابحة في المستقبل، التي تعنى بإدارة النتائج الصحية للمرضى وتجاربهم في الوقت نفسه، إضافة إلى التمكن من تقليل تكلفة الخدمة الإجمالية، وستُسرّع شفافية البيانات والتقدم التقني من نماذج الرعاية المدارة والنماذج القائمة على القيم، إذ ستتنافس شركات التأمين الصحي الخاصة، ومقدمي الرعاية الصحية، والشركات الرقمية، على سلسلة قيم الرعاية المنظمة.