-A +A
صالح الزهراني (جدة)saleh597@
رغم الظلال الكثيفة التي ألقتها قضية الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على قمة العشرين، إلا أن مختصين اقتصاديين يرون ضرورة وضع حلول جذرية عادلة لتحرير التجارة العالمية على أسس أكثر شفافية. في بداية الحديث قال رئيس مجموعة نما المعرفية الدكتور عبدالله جلوي الشدادي إنه على الرغم من وضوح اتفاقيات التجارية العالمية، إلا أن بعض الدول القوية اقتصاديا تحاول الدخول من خلال الثغرات لعرقلة دخول بضائع المنافسين إلى أسواقها، مما يستدعي وضع ضوابط لكل الممارسات الحمائية التي تهدد حركة التجارة العالمية. وأشار إلى أن الخلاف الصيني الأمريكي يهدد حركة تجارية تتجاوز 480 مليار دولار وسيكون لها تأثيراتها السلبية على الاقتصاد العالمي، محذرا من أن تتخذ دولا أخرى هذا المنحى الانعزالي بعد الولايات المتحدة التي تعاني من عجز مالي كبير وتواجه منتجاتها منافسة قوية من المنتجات الصينية. وأشار إلى أن المنافسة الحقيقية بين الدول على الأسواق يجب أن تكون بالجودة والسعر المعتدل، وهي المعادلة التي لم تنجح فيها الكثير من الدول، مشددا على أهمية تطبيق القاعدة اليابانية الصفرية في الاستهلاك والهدر والجودة لتقليل الفاقد والاستفادة من المنتج قدر الإمكان.

ومن جهته، أشار الاقتصادي الدكتور لؤي الطيار منتقدا الانعزالية الأمريكية تجاه قضايا العالم على حساب مصالحها الذاتية، مشيرا إلى أن هذا التوجه السلبي سيكون له تأثيراته على الاقتصاد العالمي. ولفت إلى أن الدول الكبرى يجب في البداية أن تحرر أسواقها للبضائع الواردة من الدول الفقيرة حتى تكون هناك عدالة وشفافية حقيقية في هذا المسار. ولفت إلى أهمية عقد جولات جديدة لمناقشة الحد من مخاطر الاحتكار والانعزالية في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن الشركات العالمية الكبرى عابرة الحدود هي المستفيد الأكبر من الوضع الراهن. وطالب منظمة التجارة العالمية بالتدخل من أجل تصحيح المسار الراهن، مستغربا التحرك لفرض جمارك بنسب عقابية كبيرة على دول أخرى لخلافات قد تبدو تراكمية وذات صلة بالسياسة إلى حد ما. وأشار إلى أن تجربة قمة المناخ الأخيرة تعد ماثلة، مما يلقي بالشكوك على الموقف الأمريكي الانعزالي، فيما ينتظر العالم من واشنطن القطب الأكبر أن يقود بسياسات أكثر شفافية وعدالة.