حققت المملكة العربية السعودية إنجازا تاريخيا في الأولمبياد الدولي للعلوم للناشئين في مجال العلوم، بحصول موهوبي السعودية على أول ميدالية ذهبية للمملكة في الأولمبياد الدولي للعلوم حققها الطالب أحمد المهنا، إضافة إلى ميدالية فضية للطالب القاسم السنغالي و3 ميداليات برونزيات لكل من: سهام السلامة، ميثم البحراني، وفواز العتيبي.
وحصد طلاب «موهبة» ثماني ميداليات، في هذه المنافسة التي تضم 300 طالب وطالبة من 48 دولة شاركت في الأولمبياد، الذي استضافتة جمهورية بتسوانا خلال الفترة من 2 إلى 12 من ديسمبر الجاري. كما حقق فريق المملكة المركز الثاني على المستوى الدولي في الاختبار العملي، بفوز كلاً من: أحمد المهنا، وسهام السلامة، والقاسم السنغالي على 3 ميداليات فضية إضافية، ليكون مجموع الميداليات التي حققتها المملكة في هذه المنافسة 8 ميداليات.
وأوضحوا لـ«عكاظ» مدربي الفريق السعودي في الأولمبياد الدولي للعلوم للناشئين، بإن الفريق من الموهوبين والموهوبات كان مميزا، ونجح في إظهار الصورة السعودية العظمى، فيما أكد (المشرف على فريق العلوم السعودي - ورئيس الوفد بدر المجرذي) في حديثه لـ «عكاظ»: أن الموهوبين في كل المجالات هم جزء مهم من الواجهة الحضارية لبلدانهم، والتأثير الكبير الذي نلمسه في المسابقات الدولية، ومن خلال التصاعد المستمر لنتائج المملكة في المسابقات المختلفة على نظرة المشاركين من المهتمين بالموهوبين من مختلف بلدان العالم كبير جداً، في البدايات كان الجميع يعتقد أننا قادمين للمشاركة فقط، وفي بداية تحقيق الانجازات كانت في نظر البعض أنها نجاح مؤقت وبمحض الصدفة، والآن بعد 8 سنوات من استمرار النتائج الجيدة بل تحسنها المستمر أصبح الأمر واقع أمام الجميع، وأصبحت مشاركة المملكة تؤخذ بعين الاعتبار كواحدة من الدول المهم تواجدها في كل هذه المحافل العلمية الدولية، والآن نطمح للانتقال لمرحلة أخرى باستضافة هذه المسابقات الدولية في السعودية، ولدينا كل الثقة في أن ابناء المملكة لديهم القدرة على استضافة أحداث كبيرة وبمنتهى النجاح كما يحدث في الفعاليات المختلفة، فاستضافة هذه المسابقات العالمية موضوع مهم جدا للانتقال لمستوى آخر من النتائج ومستوى آخر من تعزيز هذه الصورة المشرفة للمملكة.
وتطرق المشرف على فريق العلوم السعودي- ورئيس الوفد إلى التحديات التي يواجهها المدربون في المسابقات العالمية، موضحاً أنه لدينا العديد من التحديات، فالزملاء المدربين من مختلف مناطق المملكة مرتبطين بكثير من الأعباء الوظيفية المختلفة بأعمالهم، سواءً كمعلمين أو كأساتذة جامعات والاعداد للتدريب على مادة علمية متقدمة وصعبة، يحتاج لوقت ومجهود كبير كما ان تطوير مستويات المدربين الوطنيين يحتاج لدعم إقامة العديد من البرامج العلمية المتخصصة لمدربين ومدربات، يتم اختيارهم بعناية وفق مواصفات معينة، ونحن كأصحاب خبرة في التدريب لدينا كل الاستعداد لتقديم هذه البرامج أو ترشيح من يستطيع تقديمها، ولكن نحتاج لدعمها مالياً وأيضا دعم وزارة التعليم في وضع هذه البرامج ضمن خطط التدريب السنوية لديها.
كما تحدث لـ«عكاظ» مدرب الفيزياء طلال الرشيدي مبيناً أنه من التحديات التي تواجه إعداد الطلاب الموهوبين للمسابقات العالمية، يكمن في المرحلة الأولى وهي صعوبة الوصول لجميع الطلاب والطالبات، فهؤلاء المشاركين تم اختيارهم من بين 12 ألف طالب وطالبة، مؤكداً على مهارة المدربين في تهيئة الطلاب الموهوبين بشكل احترافي للتغلب على تحديات أخرى مثل اللغة والسفر والبعد عن الأهل في مثل هذا العمر، من خلال ملتقيات التدريب التي تستمر خلال العام الدراسي، أو التدريب المكثف الذي يصل إلى قرابة الشهرين يسافر خلالها الطالب، ويقضي جل وقته مع زملائه من مختلف مناطق المملكة يكتسبوا فيها مهارات شخصية، مثل الثقة بالنفس والاعتماد على الذات ووالقدرة على التواصل ومشاركة الآخرين، وقضاء وقت أطول في التعلم والمنافسة الشريفة مع اقرانهم.
وتحدث الرشيدي عن جانب من الأولمبياد الذي استضافتة جمهورية بتسوانا خلال الفترة من 2 إلى 12 من ديسمبر الجاري.
بإنه يحدد لكل «فريق دولة مشارك» مرشد من الدولة المستضيفة يكون مسؤول عن مرافقتهم طوال فترة المسابقة، بالإضافة إلى أنه لا يسمح للطلاب بالتواصل ومنعهم من استخدام وسائل الإتصال في مراحل المسابقة، ومن الشروط أن يبعد سكن الطلاب المشاركين عن سكن مدربيهم حتى تنتهي المسابقة. وذكر أنه بعد حفل الافتتاح يجتمع بالفريق العلمي لمناقشة الأسئلة ثم الترجمة، ويستمر هذا الاجتماع الى قرابة فجر اليوم الثاني لطباعة الأسئلة وتسليمها الى فريق المراقبة على المسابقة، ويكون خلال أيام اختبارات المسابقة فترات راحة لزيارة بعض معالم المدينة المستضيفة.
وأوضح مدرب الأحياء يوسف الشهراني لـ «عكاظ» أنه يتم ترشيح الطلاب من خلال مسابقة موهوب والتي تقام سنوياً لاكتشاف الموهوبين علمياً والتي تتضمن ثلاث اختبارات:
الاول: إلكتروني ومتاح للجميع.
الثاني: حضوري ويقام في عدة مناطق للطلاب المترشحين من الاختبار الاول.
الثالث: حضوري ويسبقه تدريب بسيط للطلاب المترشحين من الاختبار الثاني.
وتستهدف هذه المسابقه فئتين:
الأولى: صف 5 و6 للانضمام في فريق العلوم
الثانية: طلاب 1 و2 متوسط للانضمام للفرق الرئيسية
وينضم المترشحون من المرحلة الثالثة للمسابقة إلى فرقهم ويبدأ تدريبهم في الملتقيات الرسمية
ويتلقى طلاب العلوم التدريب على يد مدربين محليين ذو خبره وتميز، معتمدين في ذلك على حقائب خاصة بكل مجال (فيزياء-كيمياء-أحياء) وتحتوي على مادة علميه قريبة مما يقدم في المرحلة الجامعية، ويتخلل الملتقى اختبارين تحاكي اختبارات الاولمبياد، ويتم من خلالها الترشيح أو الاستبعاد، وهكذا في كل ملتقى حتى يتم حصر الفريق على مجموعه من الطلاب والطالبات لا يتجاوز عددهم 15 طالب وطالبة، لينضموا إلى ملتقى النخبة ومن خلال عدد من الاختبارات، وبناء على النتائج يتم ترشيح الفريق المؤهل لتمثيل المملكه والمكون من 6 طلاب وطالبات، يسبق مشاركة الفريق المؤهل للمشاركة تدريب عملي لاعدادهم للاختبار العملي في الأولمبياد.