كبار السن في العلا خلال القياس في الطنطورة أمس. (عكاظ)
كبار السن في العلا خلال القياس في الطنطورة أمس. (عكاظ)
-A +A
عبدالله الصقير (العُلا) aasugair@
اندفع عدد من كبار السن في محافظة العلا، أمس (الأحد)، إلى المنطقة التاريخية «البلدة القديمة - الدرب»، لرصد دخول المربعانية عن طريق حجر الطنطورة، وهو تعامد ظل الشمس مع الحجر.

ويعكس المنظر التاريخي الذي بات محفلا ينتظره الجميع من أبناء العُلا من كل عام، ما يعرف بتحدي كبار السن لعلماء الفلك في تحديد دقيق لدخول المربعانية بعيدا عن التقويمات الفلكية، بل يرون في قياساتهم أنها المرجع الأساسي لهم ويفتخرون بمصداقيتها منذ مئات السنين ويحملون الاعتراف بها.


وتقدم الحضور محافظ العُلا مبارك بن عطاالله المورقي، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العُلا المهندس عمر المدني، ومديرو الإدارات الحكومية، والمشايخ، والأعيان، وعدد من أبناء العُلا.

وتعد «الطنطورة» أحد المعالم الأثرية التاريخية في محافظة العُلا وهي ساعة شمسية دقيقة تسير مع الشمس على شكل هرمي مبنية من الحجر تحاكي الفن الهندسي في بناء «الأهرامات» الفرعونية، يتم من خلالها التعرف على مواسم الزراعة، وكذلك تحديد فصول السنة، خاصة «مربعانية الشتاء» الذي يصادف 22 ديسمبر من كل عام، حيث يسقط ظل الطنطورة على حجر صغير في الجدار الشمالي، كما أن يوم 22 ديسمبر هو أقصر أيام العام وأطول لياليه، وكذلك الطنطورة ساعة مائية لري المزارع من العيون آنذاك وفق نظام دقيق من عين «تدعل» التاريخية، التي كانت تضخ المياه إلى وقت قريب (قبل أكثر من 25 سنة) وتوقفت مع التوسع العمراني في العُلا.

وتخلل الحفل العديد من الكلمات، منها كلمة عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالله بن محمد نصيف، وكلمة أخرى للمدير التنفيذي للهيئة الملكية بالعلا المهندس عمر المدني، وكلمة لمدير فرع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بالعُلا عضو المجلس التنسيقي للهيئة الملكية بالعُلا الدكتور حامد بن أحمد الشويكان، تحدثوا عن هذه المناسبة والإرث التراثي التاريخي، مؤكدين أن الطنطورة معلم من معالم الآباء والأجداد في تحديد دخول المربعانية وبداية البرد في العُلا.

من جانبه، أوضح الدكتور حامد الشويكان، أحد المهتمين في هذا المجال، أن أمس الأول (السبت) 22 (ديسمبر) وافق دخول المربعانية في محافظه العلا، وهذا هو موعد فراغ الشمس من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.

وقال لـ«عكاظ»: «يعتبر أمس الأول أقصر يوم في السنة، وتم رصده عن طريق المزولة الشمسية التي تعرف باسم الطنطورة، حيث تعامد ظل الشمس على الحجر، الطنطورة، وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في السنة، وتعتبر إيذانا بدخول مربعانية الشتاء ويستمر 40 يوما».

وأوضح أن أهالي العُلا بدخول المربعانية يستدلون بذلك أنهم يقومون بزراعة الشجر، حيث تبقى الأشجار كما هي، وأضاف «اغرس شجرة وسوف تبقى كما هي لن تنمو لأن العرق لن يتحرك ويعتبره الأهالي مرجعا لهم وعلما يتميزون به عن غيرهم».