حسن القنطار
حسن القنطار
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
عندما تتابع وسائل الإعلام الدولية حول تغطيتها أخبار الفتاة السعودية الهاربة من عائلتها «رهف»، التي توقفت في مطار بانكوك لمدة 48 ساعة، طالبة اللجوء إلى أية دولة، يساورك الشعور بتضامن هذا العالم مع الإنسان.

لكن الصورة ذاتها سبق أن حدثت «بالمقلوب» مع اللاجئ السوري حسن القنطار الذي فر من «مهمة القتل» في جيش النظام السوري وتوقف في مطار كوالالمبور في 7 مارس الماضي 2018 لمدة 108 أيام، دون أن تلتفت له مئات منظمات «حقوق الإنسان». حسن لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنوعها، لكن العالم بقي نائما عن شاب هرب من الحرب حالما بمكان يؤويه، ليصبح قصة المطار في ماليزيا، وبقيت مشاعر حقوق الإنسان مجمدة، لم تشفع له الحرب في سورية وصورة الموت فيها، رغم تباكي العالم على مأساة سورية.


بقي حسن القنطار كما مقاعد المطار في كوالالمبور، بل لم ترد إدارة المطار ووزارة الهجرة الماليزية على طلبات الصحفيين التعليق على وضع حسن القنطار، كما لو أن العالم بلا قيم أو ضمير أمام هارب من هول الحرب، ولم تتقدم منظمات النفاق الدولي لإنقاذ حسن أو إيوائه في أي دولة.

التزمت وسائل الإعلام العربية والدولية «الصمت» في حالة حسن القنطار، بينما صور الموت في بلاده تملأ شاشات التلفزة، كان مادة صحفية فقط للنفاق وملء الفراغ الإعلامي على وسائل الإعلام، كما يقول نشطاء سوريون، بينما تحول طلب رهف اللجوء إلى قضية رأي عام دولية، وتهافتت منظمات «النفاق الدولي» إلى مطار بانكوك للنظر في وضع رهف، حتى الدول تسابقت على منحها اللجوء دون أن تثبت سبب اللجوء بأدلة. ويبدو أن مصداقية هذه المنظمات الدولية وحتى الدول المتشدقة بـ«حقوق الإنسان» تسقط يوما بعد يوم، وتتحول إلى منصات سياسية وليست منظمات حقوق إنسان، منظمات تكيل بمكيالين على حساب الإنسان!