-A +A
مريم الصغير (الرياض) Maryam 9902@
بينما يغص العالم باللاجئين «الحقيقيين» الهاربين من ويلات الحروب الأهلية، ولعنات «الظروف القاهرة»، لا تحرك الأرقام «المفزعة» حماسة الأمم المتحدة كما تحركت في قضية «الفتاة الهاربة»، ما يشعل الأسئلة حول مهنية عمل «المنظمة العالمية» التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان.

ورغم أن الأسباب لهروب «فتاة مراهقة» سعودية من عائلتها إلى تايلند، قبل أن تصل إلى كندا، لا تزال «مجهولة» وغير «مثبتة»، إلا أن العالم استيقظ على ضجيج نشاط «غير مألوف» للأمم المتحدة، إذ سرعان ما طلبت من سيدني دراسة ملف «الفتاة الهاربة» قبل أن تدخل أوتاوا على الخط.


«حماسة غير معهودة» تصل إلى حد «الغياب» أمام أرقام اللاجئين المفزعة حول العالم، إذ يعيش أكثر من 40 مليون نازح «داخلياً» في العالم، 25.4 مليون لاجئ، بحسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

كما لم تحرك أخبار غرق آلاف الفارين من «جحيم الحروب» القادمة من وسط المحيطات والبحار، الأمم المتحدة ومفوضيتها لشؤون اللاجئين، ولم ترتفع الأصوات المتحمسة التي ظلت طيلة الأسبوع الماضي تبحث عن وجهة «لجوء» للفتاة الهاربة، أمام طلبات اللجوء التي تجاوزت حاجز الـ3.1 ملايين حول العالم، ولا تزال عالقة.

ويحل السكون والصمت بوتيرته «اللا أخلاقية» على الأمم المتحدة ومفوضياتها أمام اضطرار 44.4 ألف شخص للفرار من ديارهم يومياً نتيجة الصراعات والاضطهاد حول العالم، وإجبار 68.5 مليون شخص في كافة أنحاء العالم على الفرار من ديارهم (وهو رقم لم يسبق له مثيل بحسب إحصاءات الأمم المتحدة نفسها)، ويشمل الرقم الكبير جداً للفارين أكثر من 25.4 مليون شخص فروا من ديارهم بسبب الحروب وهم أصغر سنّاً من «الفتاة الهاربة» البالغة 18 عاماً.