صورة من العلا نشرتها «واشنطن بوست» الأمريكية.
صورة من العلا نشرتها «واشنطن بوست» الأمريكية.
-A +A
ترجمة:‏ حسن باسويد (جدة)baswaid@
خرجت صحيفة أمريكية في تقرير نشرته بانطباع إيجابي حيال الجهود المبذولة لتطوير منطقة العلا الأثرية.

ووصفت «واشنطن بوست» العلا بـ«الكنوز الخفية من الآثار التي نقشت منذ آلاف السنين على الصخور الملونة الجبلية الحمراء»، مشيرة إلى أنها تتوزع على مساحة أكبر من بحيرة أونتاريو، وأن الكنوز الخفية من الآثار متنوعة في الصحراء من مقبرة نبطية في مدائن صالح، وميدان من الأعمدة الحجرية المرتفعة، ومحطة سكة حديد قديمة والكثير من الكتابات الأثرية.


وأضافت في وصفها أنه «مزيج فريد من نوعه يجمع بين الجمال الطبيعي والأطلال التي تعود إلى آلاف السنين من الاستيطان البشري وطرق القوافل لتجار البخور والحجاج».

وأشار التقرير إلى تشكل مناطق الجذب السياحي حول مدينة العلا «وهو حجر الزاوية في جهد خطط له لدعوة السياح إلى المملكة ربما بأعداد قد يتجاوز أرقام ملايين الحجاج الذين يزورون الأماكن المقدسة في المملكة كل عام».

ورأت أن تلك الخطط الواعدة تأتي مثل «العديد من التغييرات الجارية في البلاد والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد من خلال رؤية 2030 للاستفادة من مصادر الدخل دون الاعتماد على مداخيل النفط».

ولفت التقرير إلى أن المبادرة الطموحة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتستهدف جذب السياح.

وقالت الخبيرة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن كريستين سميث ديوان، إن المملكة تتمتع بإمكانات سياحية كبيرة، مشيرة إلى حاجتها للمزيد من التطوير.

وأكد التقرير أن السعوديين يواصلون العمل من خلال المبادرات التي طرحها ولي العهد.

وأبرز التقرير الجهود التي أقدمت عليها الحكومة السعودية أخيرا من خلال تفعيل نظام إلكتروني للتأشيرات يسمح لمئات من الزائرين الأجانب حضور الفعاليات الثقافية والأحداث الرياضية، في مختلف مناطق المملكة والذي تتضمن حفلات موسيقية للموسيقيين الغربيين والعرب.

وأشار التقرير إلى أن المسؤولين السعوديين يقودون جهودا وخططا لتطوير منطقة العلا التي تشكل محور السياحة الأثرية في المملكة، لجذب مزيج من السياح المهتمين بالثقافة وحب الاستطلاع من الدول الغربية، ودول الخليج العربي، وكذلك السعوديين الذين يتوقون إلى توسيع رؤيتهم للتراث الوطني ليشمل تاريخ ما قبل الإسلام.

ويقول المرشد السياحي، أحمد الإمام (من سكان العلا): «كنا نعرف دائما أن لدينا موقعا تاريخيا مهما غنيا بالثقافة»، مضيفا «نمتلك عوامل الجذب السياحي في الوقت الحالي، وقد يزيد من فرص التوظيف للشباب في المنطقة».

وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا عمرو مدني «يمكن أن نكون متحمسين للتراث والطبيعة، لكن الصفقة الحقيقية هي التنويع الاقتصادي». وأكد إمكانية المنطقة أيضا في إنتاج التمر أو الزيوت النباتية الطبيعية. وأضاف «كما أن الحكومة تقدم منحا دراسية لأكثر من 160 طالبا لدراسة السياحة والضيافة في محاولة لخلق فرص عمل محلية».

وقالت الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ليلى نعمة، التي عملت في العلا قبل 16 عاما، إنه عندما «بدأت لم يكن هناك أحد كانت المواقع عذراء تقريبا. إنه حلم لعلماء الآثار». وعلى مدى تلك الفترة، أثبتت هي وعلماء الآثار أن المنطقة كانت أعلى نقطة استيطانية في أقصى الجنوب من الإمبراطورية الرومانية، والتي امتدت حدودها لنحو 200 ميل. ومن خلال دراسة 150 نقشا في المنطقة يرجع تاريخها إلى القرن الثالث بعد الميلاد، وجدوا دليلا على انتقال الخط النبطي إلى العربية.